كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 152 """"""
ذكر إرسال الأمير سيف الدين أيتمش المحمدي
إلى أبي سعيد
وفي يوم الخميس سابع جمادى الأولى من هذه السنة جهز السلطان الأمير
سيف الدين أيتمش المحمدي الناصري - أحد الأمراء مقدمي الألوف - برسالة وهدية
جليلة إلى الملك أبي سعيد صاحب العراقين وخراسان وما مع ذلك ، فتوجه في هذا
التاريخ ، وأقام بحلب مدة ، ثم رسم بتوجهه ، فتوجه وكان عوده إلى الأبواب السلطانية
في يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شعبان من السنة المذكورة .
ذكر إرسال السلطان ولده إلى الكرك المحروس
قد تقدم أن السلطان الملك الناصر فوض نيابة الكرك إلى الأمير سيف الدين
بهادر البدري ، فتوجه إليها ، وتضمن تقليده أن يكون نائبا عن أولاد مولانا السلطان
بالكرك ، وجهز أيضا من ذكرنا من المماليك السلطانية ، ولهج الناس أن السلطان قد
عزم على إرسال ولده إلى الكرك .
فلما كان في يوم الخميس السادس من جمادى الأولى ، توجه السلطان في أوائل
النهار من قلعة الجبل إلى القصور بسرياقوس بعد أن قرر خروج ولده الأكبر الأمير
أحمد - وسنه يومئذ نحو ثماني سنين - فتوجه من قلعة الجبل وقت المغرب من ليلة
الجمعة السابع من الشهر ، وتوجه في خدمته الأمير سيف الدين قجليس الناصري - أمير
سلاح - ليوصله إلى الكرك ، وأصحبه السلطان خزانة المال فيما بلغني ، وجهزها
صحبة الأمير سيف الدين طقتمر الخزندار ، وتوجهوا إلى الكرك ، ووصلوا إليها ،
واستقر ولد السلطان بها ، وعاد الأمير سيف الدين قجليس ، فكان وصوله إلى قلعة
الجبل في يوم الثلاثاء الثاني من جمادى الآخرة من السنة المذكورة .
ذكر تجديد عمارة البيمارستان المنصوري والقبة والمدرسة
وفي مستهل هذه السنة حصل الشروع في إصلاح البيمارستان المنصوري والقبة
والمدرسة ، وكان الأمير جمال الدين آقش الأشرفي - ناظر الأوقاف قبل ذلك - قد
رسم ألا يترك أحدا من المرضى بالبيمارستان ، ومن هو في أوائل يخرج منه ، فخلت
بذلك الأواوين من المرضى وأكثر القاعات ، ولم يبق بالبيمارستان إلا الممرورون