كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 153 """"""
وبعض المرضى ، وحصل الشروع في العمارة ، فأصلحت العمران وجدد البياض
والأدهان ، ونحت ظاهر القبة والمدرسة والمئذنة بالأزاميل ، واستمرت العمارة إلى
أواخر جمادى الأولى ، وخلت الأواوين الأربعة بالبيمارستان من مستهل هذه السنة إلى
يوم الثلاثاء حادي عشر جمادى الأولى ، فرسم في هذا اليوم بتنزيل المرضى ، وكان
جملة ما صرف على هذه العمارة يقارب ستين ألف دينار .
ذكر تجريد طائفة من العسكر إلى برقة
وفي هذه السنة حضر الأمير فايد بن غراز ومعه سليمان بن خالد ، وأنهيا إلى
السلطان أن العربان ببرقة منعوا الزكاة ، وهي مقطعة لهما ، ولمن معهما من رفقتهما ،
بمنشور سلطاني ، فأمر السلطان بطائفة من العسكر المنصور ، وهم : الأمير سيف الدين
أسندمر العمري وهو المقدم على الجيش ، والأمير سيف الدين بلكتمر الإبراهيمي
السلحدار ، والأمير سيف الدين قطلوبغا الطويل ، والأمير عز الدين أيدمر العلائي
الجمقدار ، وجماعة من أجناد الأمراء من كل أمير مائة جنديان ، ومن كل أمير
طبلخاناه جندي واحد ، وتوجهوا في العشر الأخر من جمادى الأولى ، وكان عودهم
في يوم الاثنين السابع والعشرين من شعبان من السنة .
ذكر تفويض نيابة السلطنة الشريفة بالمملكة الطرابلسية
والفتوحات إلى الأمير سيف الدين طينال الحاجب
وفي يوم الخميس رابع جمادى الآخرة سنة ست وعشرين وسبعمائة ، فوض
السلطان نيابة السلطنة الشريفة بالمملكة الطرابلسية والفتوحات إلى الأمير سيف الدين
طينال الحاجب - وهو حاجب الميسرة - عوضا عن الأمير بهادر قرطاي الصالحي
العلائي ، وخلع عليه ، ولم يجر في التشريف على عادة من تقدمه ، فإنه خلع عليه
طردوحش ، وعادة نائب هذه المملكة الأطلس المعدني بالطرز الزركش ، ونقل الأمير
بهادر قرطاي المذكور إلى دمشق من جملة الأمراء مقدمي الألوف ، وأقطع إقطاع
الأمير بدر الدين بكتوت القرماني ، وكان القرماني قد اعتقل في تاسع عشرين جمادى
الأولى ، وسبب اعتقاله أنه رسم له أن يتوجه إلى متملك سيس ، لإحضار ما عليه من
القطيعة في كل سنة ، فاستعفى من ذلك ، وامتنع من الإجابة إليه ، فرسم باعتقاله
بدمشق ، فاعتقل بقلعتها .