كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 154 """"""
واستمر بالاعتقال بها إلى ليلة الأحد حادي عشر شوال سنة سبع وعشرين ،
فأخرج من القلعة مقيدا ، وحمل على خيل البريد إلى الديار المصرية بعد أن وكل
وأوصى ، ولما فوضت نيابة السلطنة بالمملكة الطرابلسية إلى الأمير سيف الدين طينال
المذكور تألم لذلك ، ومرض وانقطع في بيته أياما ، ثم عوفي ، وتوجه إلى المملكة
الطرابلسية على خيل البريد في يوم السبت ثالث عشر الشهر المذكور ، وتوجه طلبه
بعد ذلك ، فكان خروج طلبه من القاهرة يوم الثلاثاء منتصف شهر رجب ، من السنة ،
ورسم بقيمة الإقطاع الذي كان لطينال بالديار المصرية - وهو الإقطاع الذي انتقل إليه
عن الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب - فأعطى الأمير سيف الدين قوصون منه " فاتوا
وتقليفه " من الأعمال الفيومية زيادة على إقطاعه ، وكمل له بذلك مائة فارس ، وقدم
على ألف ، وأعطى أطفيح ودلجة للأمير ناصر الدين محمد بن نائب السلطنة الأمير
سيف الدين أرغون الناصري عوضا عن إقطاعه ، وخرج إقطاعه الذي كان بيده لغيره .
ذكر الجلوس بخانقاة الأمير سيف الدين بكتمر
الساقي بالقرافة
وفي يوم الثلاثاء ثامن رجب الفرد من السنة حصل الجلوس بخانقاة أنشأها
الأمير سيف الدين بكتمر الساقي الناصري بالقرافة ، وحصل الاحتفال بذلك ، وحضر
مشايخ الصوفية وغيرهم ، ومد سماط عظيم ، ورتب في مشيختها وإمامتها الشيخ
شمس الدين الرومي المعروف بالطويل ، وكان قبل ذلك إماما بصفة النفيس بالخانقاة
الصلاحية بالقاهرة ، ورتب له على وظيفة المشيخة في كل شهر مائة درهم ، وعن
الإمامة خمسون درهما ، ورتب بها عشرون صوفيا ، لكل منهم في الشهر ثمانون درهما
من غير خبز ولا طعام ولا غيره .
ذكر وصول رسل التتار وأقارب السلطان إلى الأبواب السلطانية
وفي يوم الاثنين رابع عشر شهر رجب وصل إلى الأبواب السلطانية رسل الأمير
جوبان نائب الملك أبي سعيد ، وصحبتهم - من أقارب السلطان - سيف الدين طايربغا
وولده يحيى ، فمثل الرسل بين يدي السلطان في هذا النهار ، وشملهم الإنعام
بالتشاريف ، وكان طايربغا وولده قد وصلا في يوم الأحد ثالث عشر الشهر ، ومثلا بين
يدي السلطان ، وذكر طايربغا ما دل على صدق دعواه في انتسابه ، فلما كان في يوم
الخميس سابع عشر الشهر أمر السلطان الأمير سيف الدين طايربغا بطلبخاناه ، وأمر

الصفحة 154