كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 157 """"""
معه من العسكر الحلبي خمسمائة فارس ومائتي فارس من العربان - من كلاب - إلى
أن يصل إلى مأمنه ، فتوجهوا معه إلى أن شارف بلاده وأعادهم وحال وصوله إلى
الحصن وثب عليه أخوه شقيقه الملك العادل محيي الدين فقتله ، وملك الحصن بعده ،
وكتب إلى الملك أبي سعيد ، وأنهى إليه أنه إنما قتله لأنه كان باغيا ، وتوجه إلى
الديار المصرية ، وحضر إلى البلاد بعسكر ، وقصد إفساد البلاد ، فأقره الملك أبو
سعيد على الحصن ، وطالع الملك العادل محيي الدين هذا الأبواب السلطانية بذلك ،
واعتذر عن قتله ، وجهز مختصرا يتضمن سوء سيرته ، وطالع نائب السلطنة الشريفة
بالشام المحروس أيضا بمثل ذلك ، وسأل الصفح عنه فيما فعل ، وأنه إنما قتل لسوء
سيرته ، ومن قتله من أهله ، فسكن الحال في ذلك .
وفيها في يوم الخميس خامس شوال توجه الأمير سيف الدين أرغن الناصري
نائب السلطنة الشريفة إلى الحجاز الشريف هو وأولاده وابنة السلطان زوجة ولده ،
الأمير سيف الدين وأولاده ، وكان استقلال ركابه من قلعة الجبل في الثالثة من هذا
اليوم .
وفيها - في يوم الجمعة خامس ذي القعدة - قرئ بالجامع على المنابر بالقاهرة
ومصر مثال شريف سلطاني ، مضمونه الإعفاء من المظالم ، وطرح الأصناف على
التجار والمبعثين ، ومنع الولاة من الضرب بالمقارع ، وإبطال المقدمين من أبواب
الولاة .
ذكر خبر مولود ولد في هذه السنة
أخبرني ركن الدين عمر بن الشيخ الصالح ناصر الدين محمد بن الشيخ الصالح
العارف إبراهيم بن معضاد بن شداد بن مالك بن ماجد القشيري الجعبري نفع الله به
وببركات أسلافه الصالحين أنه ولد له في الساعة الرابعة من الليلة المسفرة عن رابع
عشر ذي الحجة سنة ست وعشرين وسبعمائة ولد من موطوءته سماه موسى ، وأنه أقام
في بطن أمه منذ حملت به سنتين وشهرين ، وحين وضعته لم تر معه دما كثيرا ولا
ماء ، بل أرمت على عادة الحوامل لتسعة أشهر وأنه وضع قوى اليافوخ غير لينة على
عادة المولود حين يولد ، قال : وطلعت أسنانه لشهرين وثلاثة أيام من مولده ، وقال :
ومشى في غرة الشهر الخامس من مولده ، أنشأه الله تعالى نشأة صالحة .