كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 16 """"""
وخرجت الأمثلة الشريفة السلطانية به ، وقرئت على المنابر بالمدينتين ، وأنفذت
إلى العاملين ، وتضمن المثال المجهز منها إلى الوجه القبلي الذي قرئ على منابر
المدن ما مثاله - بعد البسملة :
" الحمد لله مظهر هذا الدين المحمدي على كل دين ، ومؤيد بنا الإسلام وأهله
وما حق بنا المشركين ، الذي قهر بتأييدنا جميع الأعداء ، وحقن بعفونا وحلمنا دماء
الكافرين ، نحمده على ما أولانا من فضله العميم ، ونصره المبين ، ونشكره شكرا
نستزيد به من كرمه ) وسيجزي الله الشاكرين ( [ آل عمران : 144 ] ، ونشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له شهادة خالصة باليقين ، ونشهد أن سيد البشر محمدا عبده
ورسوله سيد المرسلين ، وخاتم الأنبياء الذين أرسلهم إلى العاملين ، وأن عيسى ابن
مريم عبده ورسوله الذي بشر بمبعثه ، وآمن برسالته قبل ظهور دينه المبين ، صلى الله
عليه وعلى آله وصحبه خصوصا على مؤيد شرعه أول خلفاء المسلمين ، وعلى من
فتح البلاد ، وضرب الجزية على أهل الكتاب في كل ناد ، وأعلن بالتأذين ، وعلى من
جهز جيش العسرة وثوقا بضمان سيد المرسلين ، وعلى ممزق جموع الكفر وجامع
شمل المسلمين ، صلاة باقية مستمرة إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيرا .
وبعد : فإن الله تعالى لما أقامنا لنصرة الإسلام وأهله ، وصرفنا في عقد كل أمر
وحله ، وأيدنا بنصره وعصمنا بحبله ، لم نزل نعلي كلمة الإيمان ، ونظهر شعائر
الإسلام في كل مكان ، ونقف عند الأوامر الشرعية ، لتكون كلمة الذين كفروا السفلى ،
وكلمة الله هي العليا ، وكان جماعة من مفسدي النصارى قد تعدوا وطمعوا ، وتمادوا
في المخالفة إلى ما يقتضي نقض العهود ، وبغوا ) ومكروا مكرا كبارا ( [ نوح :

الصفحة 16