كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 160 """"""
قال الشيخ علم الدين بن البرزالي في تاريخه عنه : وهو رجل حسن فيه أدب
ومعرفة وديانة ، اجتمعت به وسألته عن مولده ، فذكر أنه قبل دولة اليهود بسنة ، وكانت
دولة اليهود سنة تسعين وستمائة ، وسألته عن مولد أبيه ، فذكر أنه قبل سنة براق في
الدولة العباسية ، قال : وسألته عن مولد جده ، فذكر أنه في واقعة بغداد كان عمره سبع
سنين أو ثمان سنين ، وذكر أن جد والده عبد العزيز توفي قبل أخذ بغداد بسنة أو
نحوها .
وفي هذه السنة في يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول ضربت
عنق ناصر بن أبي الفضل بن إسماعيل الهيتي المقرئ الصالحي بسوق الخيل بدمشق ،
وسبب ذلك أنه ثبت عليه الزندقة ، وكان المذكور حسن الصوت بالقراءة ، وصحب
ابن الباجربقي ، وابن المعمار وغيرهما ، فانحلت عقيدته ، وشهد عليه في ذلك بما
تقدم ، فهرب إلى بلاد الروم ، ثم عاد إلى حلب في أواخر سنة خمس وعشرين
وسبعمائة وحضر عند قاضي القضاة بها كمال الدين ابن الزملكاني الشافعي ، وتاب
وقبل توبته ، وحقن دمه ، ثم عاد إلى ما كان عليه من الزندقة فحمل إلى دمشق ، وثبت
عليه ما تلفظ به ، فحكم بإراقة دمه فنسأل الله العافية في ديننا وفي دنيانا .
وفيها في يوم الثلاثاء ثامن عشر جمادى الأولى ضربت عنق " توما بن عبد الله
النصراني " من قرية الحمان ، كان قد أسلم على يدي الشيخ تقي الدين ابن تيمية
قديما ، وجاور بالمئذنة الشرقية بجامع دمشق مدة ، ثم ارتد ، وتكلم في القرآن بكلام ،
وقامت البينة عليه بذلك عند قاضي القضاة شرف الدين المالكي بدمشق ، فحكم بإراقة
دمه ، فقتل .
ذكر اعتقال الشيخ تقي الدين بن تيمية
وفي هذه السنة - في يوم الاثنين السادس من شعبان - اعتقل الشيخ
تقي الدين أحمد بن تيمية بقلعة دمشق المحروسة ، حسب الأمر الشريف

الصفحة 160