كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 162 """"""
ثم طلب قاضي القضاة القزويني جماعة من أصحاب تقي الدين في يوم الجمعة
الرابع والعشرين من الشهر إلى المدرسة العادلية ، وكانوا قد اعتقلوا بسجن الحكم ،
فادعى على العماد إسماعيل صهر الشيخ جمال الدين المزي أنه قال : إن التوراة
والإنجيل لم يبدلا ، وأنهما كما أنزلا ، فأنكر ، فشهد عليه بذلك ، فضرب بالدرة ،
وأشهر وأطلق .
وادعى على عبد الله الإسكندري ، والصلاح الكتبي ، وغيرهما بأمور صدرت
منهم ، فثبت ذلك عليهم ، فضربوا بالدرة ، وأشهروا في البلد .
وطلب الشمسي أمام المدرسة الجوزية وسئل عما صدر منه في مجلس وعظه
بالقدس ونابلس ، فأنكر ذلك ، فشهد عليه من حضر مجلسيه بما تلفظ ممن كان قد
توجه من عدول دمشق لزيارة البيت المقدس ، فثبت ذلك عليه فضرب بالدرة ، وأشهر
على حمار بدمشق والصالحية ، وقيّد ، واعتقل بلقعة دمشق ، فلم يزل في الاعتقال إلى
يوم الثلاثاء العشرين من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين ، فأفرج عنه في هذا اليوم ،
وحضر إلى قاضي القضاة الشافعي ، فشرط عليه شروطا ، فالتزمها ، وأطلق .
وفي هذه السنة في ليلة الخميس الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول توفي
الشيخ عز الدين بن أبي زكريا يحيى بن الشيخ الخطيب شمس الدين إبراهيم بن شيخ
الإسلام عز الدين أبي محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي ، وكانت
وفاته بالقاهرة بسكنه بحارة بهاء الدين ، ودفن بالقرافة بتربة جده الشيخ عز الدين ،
وتوليت تجهيزه ودفنه بوصية منه إليّ ، وكان قد أوصاني ألا أدفنه إلا خارج باب
التربة ، فدفنته هناك حيث أوصى ، وكانت قد طالت مرضته ، مرض في أثناء شوال ،
ومولده بدمشق في يوم الأحد عاشر صفر سنة ثمان وخمسين وستمائة ، وسمع من
النجيب فراس بن العسقلاني ، وابن الأوحد وغيرهما ، وحدّث قبل وفاته ، وكان رحمه
الله تعالى يباشر الأشغال الديوانية ، والأوقاف ، وآخر مباشراته شهادة الحوائج خاناه
السلطانية بقلعة الجبل المحروسة .
وفيها في ثامن شهر ربيع الأول توفي الشيخ الصالح شرف الدين أبو عبد الله
محمد بن الشيخ العارف القدوة السيد الشريف أبي الحسن علي بن عبد الله بن
عبد الجبار بن يوسف الشاذلي الحسني ، وكانت وفاته بدمنهور الوحش ، وهو من
المشايخ الصلحاء المشهورين . ويقال : إنه كان في صحبة والده لما توجه إلى الحجاز
الشريف . ومات في سمرة عيذاب بمنزلة حمتيرة في سنة ست وخمسين وستمائة ،
وكان إذ ذاك صغير السن رحمه الله تعالى .

الصفحة 162