كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 163 """"""
وفيها في ليلة السبت سادس جمادى الآخرة توفي القاضي شرف الدين
عبد الهادي بن زنبور ، وهو إذ ذاك يباشر نظر خزائن السلاح بالقاهرة المحروسة . ولي
ذلك بعد انفصاله من نظر الدواوين بالديار المصرية ، ودفن من الغد بالقرافة . ومولده
في سنة تسع وثلاثين وستمائة ، وكان رحمه الله تعالى رجلا عاقلا قليل الشر ، وهو
خال القاضي فخر الدين ناظر الجيوش المنصورة .
وفيها في العشرين من شهر رجب توفيت الست الجليلة صالحة خاتون ابنة
الملك المعز فخر الدين يعقوب بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب ،
وهي في درجة الملك الصالحي نجم الدين أيوب بن الملك الكامل ، ودفنت
بقاسيون ، ومولدها تقريبا في سنة خمسين وستمائة ، ولم يكن في البيت الأيوبي أقرب
إلى السلطان الملك العادل منها ، رحمهما الله تعالى .
وفيها في عشية نهار الثلاثاء تاسع عشر شهر رمضان توفي الأمير صلاح الدين
أبو الحسن محمد بن الملك الأمجد مجد الدين حسن بن الملك الناصر داود بن
الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن
أيوب ، وكانت وفاته بظاهر دمشق ببستان النعامات ، ودفن في يوم الأربعاء بالتربة
المعظمية بقاسيون ، وهذه التربة هي دير مران المذكور في أشعار المتقدمين ، ومولده
في الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة أربع وستين وستمائة سمع حضورا من والده
وروى عنه ، وسمع من ابن البخاري ، ومن الشيخ عز الدين الفاروثي وغيره ،
وأسمع ، رحمه الله تعالى .
وفيها في ليلة الخميس ثالث عشر شوال توفي ببعلبك الشيخ قطب الدين أبو
الفتح موسى بن الشيخ الإمام القدوة الحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي الحسين
أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن اليونيني البعلبكي الحنبلي ، ودفن ضحى
يوم الخميس بمقبرة باب سطحا ، ومولده في بكرة الجمعة ثامن صفر سنة أربعين
وستمائة بالديار الفاضلية بمدينة دمشق . سمع من والده ومن الشيخ شرف الدين
الحسين الأربلي ، وشيخ الشيوخ شرف الدين الحموي ، وابن عبد الدايم ، وحدث عنه
بصحيح مسلم ، وسمع بالديار المصرية من الشيخ رشيد الدين العطار وغيره ، وكان له