كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 164 """"""
تعلق بالتاريخ ، اختصر ( مرآة الزمان ) لابن قزاوغلي وذيّل عليه ، وقد نقلنا عنه
مواضع يسيرة في كتابنا هذا ، نقلت وفاته من تاريخ الشيخ علم الدين بن البرزالي
رحمه الله تعالى .
وفيها في ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من ذي القعدة توفي قاضي القضاة
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مسلم بن مالك بن مزروع بن جعفر الصالحي
الحنبلي ، قاضي الحنابلة بدمشق ، وكانت وفاته بالمدينة النبوية ، وكان قد توجه لقصد
الحج في هذه السنة ، فمرض عند رحيل الركب من منزلة العلا ، واشتد به المرض ،
فيقال أنه سأل الله تعالى أن يصل إلى المدينة النبوية ، ويزور رسول الله [ ] قبل وفاته ،
فاستجاب الله له ، ووصل إلى المدينة في يوم الاثنين قبل وصول الركب بيوم ، فسلم
على رسول الله [ ] ، وصلى بالحرم النبوي ، وبات في تلك الليلة ببعض الربط ، ومات
من ليلته ، فدفن بالبقيع بجوار قبر عقيل بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، ومولده
بالصالحية بظاهر دمشق في سنة اثنتين وستين وستمائة ، وولي القضاء بدمشق في ثامن
صفر سنة ست عشرة وسبعمائة ، بعد وفاة قاضي القضاة تقي الدين سليمان الحنبلي ،
وسلك في ولايته سيرة السلف الصالح ، ولم يغير هيئته ولا لباسه ، ولا جدد مركوبا
بسبب ولاية القضاء ، وكان يمشي غالبا من الصالحية إلى دمشق ، ولا أضاف إلى نفسه
ولاية مدرسة ، ولا نظر وقف بمعلوم ، وكان رحمه الله تعالى رجلا صالحا ديّنا خيّرا
فاضلا عالما محدثا ، سمع الحديث من ابن عبد الدايم ، وابن البخاري ، وغيرهما ،
فسمع من مائتي شيخ وعشرة شيوخ ، وسمع بمكة والمدينة والقدس ونابلس وبعلبك ،
وحضر عدة غزوات وفتوحات منها طرابلس وعكا وقلعة الروم ، وخرّج له الشيخ
جمال الدين المزي أربعين حديثا تساعيا ، وخرّج له غير ذلك .