كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 165 """"""
وفيها في يوم الأربعاء ثامن ذي الحجة توفي الأمير مجد الدين يعقوب ابن
الملك الأشرف شرف الدين عبد الحق بن الملك الصالح عماد الدين إسماعيل بن
السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب ، وكانت وفاته ببستانه
بالمزة ظاهر دمشق . وصلي عليه بجامع المزة في يوم عرفة ، ودفن بمقبرتها ، رحمه
الله تعالى ، وكان رجلا خيّرا كثير التواضع ، وله مكارم ، كان يحفظ شعرا كثيرا .
وفيها في ذي الحجة توفي الأمير بدر الدين حسن بن الملك الأفضل نور الدين
علي بن الملك المظفر محمد بن الملك المنصور بحماة وهو أخو الملك المؤيد
عماد الدين إسماعيل صاحب حماة ، وهو من جملة الأمراء بحماة ، رحمه الله تعالى .
واستهلت سنة سبع وعشرين وسبعمائة بيوم الخميس الموافق لأول كيهك من
شهور القبط
ذكر عزل الأمير سيف الدين أرغون الناصري نائب السلطنة
الشريفة ، وانتقاله إلى نيابة السلطنة بالمملكة الحلبية
قد ذكرنا في سنة ست وعشرين وسبعمائة أن الأمير سيف الدين أرغون الناصري
نائب السلطنة الشريفة توجه إلى الحجاز الشريف في يوم الخميس خامس شوال ،
وصحبته ابنة السلطان زوجة ولده الأمير سيف الدين أبي بكر ، وزوجة السلطان دلنبيه
وهي التي وصلت من جهة الملك أزبك .
فلما كان في هذه السنة عاد بهم من الحجاز الشريف بعد قضاء الحج والمناسك
والزيارة ، فكان وصوله إلى قلعة الجبل في الساعة الأولى من نهار الأحد حادي عشر
المحرم من هذه السنة ، وحال وصوله رسم السلطان للأمير سيف الدين قجليس
الناصري أمير سلاح بالقبض عليه وعلى ولده الأمير ناصر الدين محمد ، فلما عبر إلى
الخدمة السلطانية ، وسار في الدهليز ، قبض عليه الأمير سيف الدين المشار إليه وعلى
ولده ، وأخذ سيفيهما ، وعدل بهما إلى قاعة رسم أن يكونا بها ، وأعلم السلطان
بذلك ، فأرسل السلطان إليه الأمير سيف الدين بكتمر الساقي وأرسل له مأكولا ، ولم
يضيق عليه . وبات تلك الليلة بالقاعة ، فلما كان في يوم الاثنين أحضره السلطان بين
يديه ، وخلا به ، وحدثه طويلا ، وبكيا ، وأفرج عنه وعن ولده ، وخلع على الأمير