كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 166 """"""
سيف الدين تشريفا على عادته ، ورسم له أن يتوجه إلى نيابة السلطنة الشريفة بالمملكة
الحلبية عوضا عن الأمير علاء الدين الطنبغا ، فخرج من بين يدي السلطان من ساعته ،
في عشية نهار الاثنين ، وصحبته الأمير سيف الدين أيتمش المحمدي أحد الأمراء
مقدمي الألوف ، وتوجها إلى دمشق فوصلاها في يوم الجمعة الثالث والعشرين من
المحرم .
وكان السلطان - حال القبض على الأمير سيف الدين أرغون - أرسل الأمير
سيف الدين ألجاي الدوادار على خيل البريد إلى حلب ، لإخراج الأمير علاء الدين
الطنبغا نائب السلطنة الشريفة منها ، وإحضاره إلى الأبواب السلطانية ، وإخلاء مساكن
النيابة للأمير سيف الدين أرغون ، فتوجه ووصل إلى دمشق في يوم الثلاثاء ثالث عشر
المحرم ، وتوجه منها إلى حلب ، وعاد هو والأمير علاء الدين الطنبغا فوصلا إلى
دمشق على خيل البريد في عشية نهار الخميس ثاني عشرين الشهر ، فوصلوا كلهم
الجمعة ، بدمشق ، وتوجه الأمير سيف الدين أرغون إلى حلب ، فوصل إليها في يوم
الجمعة سلخ المحرم .
وتوجه الأمير علاء الدين الطنبغا إلى الأبواب السلطانية فكان وصوله في يوم
السبت مستهل صفر ، وخلع عليه السلطان على عادته تشريفا وحياصة ، وأنعم عليه
بخيل ، وأسكنه بقلعة الجبل ، وأنعم عليه بإمرة مائة فارس من جملة الإقطاع المحلول
عن الأمير سيف الدين أرغون ، وقدمه على ألف ، وفرق السلطان إقطاع النيابة ، فأعطى
الأمير سيف الدين بكتمر الساقي منه " منية بني خصيب " وكمل الأمير سيف الدين
طايربغا مائة فارس ، وتقدمه ألف من جملة تقدمه نائب السلطنة ، فزادت التقادم
تقدمة ، فكملت بهذه التقدمة خمسة وعشرين تقدمة ، وأعطى السلطان بقية إقطاع النيابة
زيادة على إقطاعات الأمراء مماليكه ، وقطع أخباز جماعة من مماليك الأمير
سيف الدين أرغون وألزامه .
ثم توجه طلب الأمير سيف الدين أرغون وصحبته ولده الأمير ناصر الدين
محمد في يوم الأربعاء خامس صفر ، وتوجه معهم الأمير سيف الدين بلك
الجمدار ، ورسم ألا ينشر علما ، ولا يحرك طبلخاناه ، ولا يشد من معه دركاشا إلى
حين وصولهم إلى حلب ، فأوصلهم الأمير سيف الدين بلك ، وعاد إلى الأبواب

الصفحة 166