كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 171 """"""
ذكر حادثة وقعت بالمدينة النبوية على ساكنها
أفضل الصلاة والسلام
وفي يوم السبت العشرين من شهر ربيع الأول وصل إلى الأبواب السلطانية
الأمير طفيل أخو الأمير بدر الدين كبيش بن منصور بن جماز بن شيحة من المدينة
النبوية ، وأخبر أن أخاه الأمير بدر الدين كبيش توجه من المدينة إلى البر لبعض
أوطاره ، وأن عمه الأمير ودي لما علم خلو المدينة منه وصل إليها بجموع من
العرب ، وحاصرها في ثامن عشر صفر ، واستولى عليها في الخامس والعشرين من
الشهر بعد أن حرق بعض أبوابها ، وقتل القاضي شهاب الدين هاشم بن علي بن سنان
قاضي الشيعة بالمدينة ، وجرح بعضهم ، وقتل نفر يسير ، واستولى ودي على حواصل
الأمير كبيش وذخائره وأمواله ، ثم وصل الأمير بدر الدين كبيش إلى الأبواب
السلطانية ، وجرد معه طائفة من العسكر إلى المدينة ، فوصل إليها في العشر الأخر من
شوال ، وخرج من كان بالمدينة من أصحاب ودي ، وأقام العسكر بالمدينة ثلاثة أيام ،
وعاد إلى الديار المصرية .
ذكر القبض على من يذكر من الأمراء ، وإعادة الأمير
شرف الدين حسين بن جند ربيك إلى الديار المصرية
وفي هذه السنة في يوم الخميس مستهل جمادى الأولى بعد العصر أمر السلطان
بالقبض على الأمير سيف الدين القفجاقي أحد الأمراء مقدمي الألوف ، وعلى أخيه
سيف الدين قرمشي واعتقالهما ، وأمر أيضا بالقبض على طائفة من المماليك السلطانية
القفجاقية ، وجهز - في ليلة الجمعة إلى ثغر الإسكندرية - ممن كان في الاعتقال بقلعة
الجبل بالجب من الأمراء صلاح الدين طرخان بن الأمير بيبرس الشمسي ،
وسيف الدين برلغي وهو ابن عم السلطان ، ورسم باعتقالهم بالثغر ، أحسن الله تعالى
خلاصهم .

الصفحة 171