كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 174 """"""
المجلس أن يحكم في قضية كانت بين الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب وبين
خصومه ، فنزل إلى المدرسة الصالحية بالقاهرة ، وجلس في قاعته ، وحكم في عشية
نهار الاثنين المذكور بين الأمير سيف الدين وغرمائه ، وبلغني أنه قال لمن حضر
مجلسه : " هذا آخر الحكم " وتوجه إلى داره التي بساحل مصر بقرب الجامع الناصري ،
واستقر بها وأخلى قاعة التدريس بالمدرسة الصالحية بالقاهرة .
ورسم له السلطان أن يرتب له من مال منجز الخاص الشريف في كل شهر ألف
درهم نقرة بحكم استعفائه من الحكم ، فكتب له توقيع سلطاني بذلك ، ولم يكتب له
فيه ما جرت العادة به من النعوت ، واستقر بيده من جهاته تدريس زاوية الإمام
الشافعي بجامع عمرو بن العاص بمصر ، فاستمر يلقي فيها الدرس ، واستمر نوابه
في القاهرة ومصر والأعمال على ولايتهم منه ، وأحكامهم نافذة .
وذكر بين يدي السلطان من يصلح للقضاء بالديار المصرية ، فعين جماعة لم يقع
اختياره على أحد منهم ، فاجتمع رأي السلطان على إحضار قاضي القضاة جلال الدين
محمد ابن قاضي القضاة سعد الدين عبد الرحمن ابن قاضي القضاة إمام الدين عمر
القزويني قاضي القضاة بدمشق ، وخطيب الجامع الأموي بها ، فرسم بطلبه وأن يحضر
على خيل البريد .
وتقرر أن ينقل القاضي كمال الدين بن الزملكاني قاضي حلب منها إلى دمشق ،
ويتوجه القاضي جمال الدين الزرعي - الذي كان قاضي الشام وعزل بالقاضي
جلال الدين - إلى حلب ، ولم ينعقد في ذلك ولاية .

الصفحة 174