كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 175 """"""
وتوجه البريد لإحضار قاضي القضاة جلال الدين المذكور إلى الأبواب
السلطانية ، فوصل إلى دمشق في يوم الجمعة منتصف جمادى الآخرة ، وتوجه
القاضي جلال الدين من دمشق إلى الأبواب السلطانية في يوم الأربعاء التاسع عشر
من الشهر ، فوصل إلى الخانقاة الناصرية بسماسم في يوم الجمعة الثامن والعشرين
من الشهر ، ونزل عند شيخها ، مجد الدين الأقصرائي ، وسأله الشيخ والفقراء أن
يخطب لهم بالجامع ، فاستأذن الخطيب شهاب الدين أحمد بن السبتي في الخطبة ،
فأذن له ، فخطب وصلى بالناس بالجامع الناصري بالخانقاه الناصرية ، وركب من
الخانقاة ، ووصل إلى الأبواب السلطانية بقلعة الجبل المحروسة بكرة نهار السبت
التاسع والعشرين من جمادى الآخرة ، وهو سلخه ، وحضر بين يدي السلطان ، فأكرمه
وشافهه بالولاية ، وأنعم عليه ، وخلع عليه خلعة القضاء ، وأنعم عليه ببغلة بسرج
وزنار من جوخ ، وقام من المجلس السلطاني ، وجلس بمصاطب باب القلعة وكتب
على الفتيا على عادة القضاة في ذلك ، ونزل من القلعة إلى المدرسة الصالحية ،
وحكم بين الناس ، وأقر النواب على ما كانوا عليه من جهة قاضي القضاة بدر الدين ،
ثم أنعم السلطان عليه بزيادة على معلوم القضاء ، واستقر بيده - مما كان بيد القاضي
بدر الدين - تدريس المدرسة الصالحية ، والمدرسة الناصرية ، ودار الحديث ،
بالكاملية ، وخطب بجامع قلعة الجبل من غير معلوم مع استمرار خطيبه ابن
القسطلاني ، فصار يخطب جمعة وقاضي القضاة جمعة ، هذا إذا كان السلطان بقلعة
الجبل ، وإذا كان السلطان بالصيد أو غيره خطب الخطيب المستقر بمفرده ، والجامكية
للخطيب خاصة .
وكان قد حضر مع قاضي القضاة جلال الدين ولده القاضي بدر الدين محمد ،
ففوض السلطان إليه خطابة الجامع الأموي بدمشق ، وتدريس المدرسة الشامية
الجوانية ، وعاد إلى دمشق على خيل البريد ، وكان وصوله إليها في يوم السبت الثاني
والعشرين من الشهر ، وجلس للتدريس بالمدرسة الشامية في يوم الأربعاء سابع عشر
شعبان من السنة .

الصفحة 175