كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 176 """"""
ذكر وصول رسل الملك أبي سعيد ملك العراقين
وخراسان إلى الأبواب السلطانية
وفي يوم الأربعاء الرابع من شهر رجب من هذه السنة وصل إلى الأبواب
السلطانية الملكية الناصرية رسل الملك أبي سعيد بن خربندا ملك العراقين وخراسان
وبلاد الروم وغير ذلك ، وكان المشار إليه منهم سيف الدين أسندمر ، وهو من أكابر
الأمراء مقدمي التوامين ، ووصل صحبتهم محمد بيه بن جمق أحد أقارب السلطان ،
وهو ابن أخت الأمير سيف الدين طايربغا ، فمثلوا بين يدي السلطان في يوم الخميس ،
فسمع رسالتهم ، وقبل هدية مرسلهم ، وأحسن إليهم ، وأنزلهم عند الأمير سيف الدين
أيتمش المحمدي بقلعة الجبل ، وشملهم السلطان بالتشاريف والإنعام .
وكان مضمون رسالتهم من الملك أبي سعيد - فيما بلغني من المحقق لها -
خطبة ابنة السلطان للأمير خواجا دمشق بن الأمير جوبان نائب الملك أبي سعيد ،
فأجاب السلطان إلى ذلك ، واشترط حضور بن جويان إلى أبوابه ، وتوجه الرسل في
خدمة السلطان إلى الميدان في يوم السبت سابع الشهر ، وشاهدوا من مواكبه العظيمة
ما لم يروا مثله ، وتوجهوا إلى القبة المنصورية لزيارة ضريح السلطان الملك المنصور
والد السلطان ، وذلك في يوم الجمعة ثالث عشر الشهر ، ودخلوا المدرسة ، ومدّ لهم
سماط بالإيوان القبلي ، وحضر الفقهاء بجملتهم في الإيوان البحري .
ثم توجه الرسل أيضا في خدمة السلطان في يوم السبت إلى الميدان ، وعادوا
إلى مرسلهم بعد أن شملهم الإنعام الوافر من الخلع والأموال ، وكان توجههم في يوم
الاثنين السادس عشر من شهر رجب ، وجهز السلطان معهم الأمير سيف الدين
قطلوبغا المغربي الحاجب .
وأما محمد بيه بن جمق الواصل صحبتهم فإن السلطان أنعم عليه بإمرة
طبلخاناة ، وأقطعه إقطاع الأمير عز الدين أيبك البكتوتي أمير علم ، ونقل البكتوتي إلى
صفد على إقطاع نجم الدين فيروز ، وكان قد قبض عليه واعتقل بها .
وفيها في يوم الاثنين تاسع عشر شهر رجب أمر السلطان بالقبض على أولاد
الأمير سيف الدين بكتمر الأبي بكري الثلاثة وهم : علاء الدين أمير علي ،