كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 180 """"""
ذكر تفويض قضاء القضاة بالشام لشيخ المشايخ
علاء الدين القونوي
وكان السلطان لما نقل قاضي القضاة جلال الدين القزويني من دمشق إلى الديار
المصرية المحروسة رسم بطلب القاضي كمال الدين بن الزملكاني قاضي حلب منها
ليفوض إليه قضاء الشام ، فتوجه البريد إليه في أوائل شعبان ، ووصل البريد إلى دمشق
في ثامن شعبان ، وتوجه إلى حلب ، وعاد صحبة القاضي كمال الدين المذكور ، فكان
وصوله إلى دمشق في يوم السبت العشرين من شعبان ، وتوجه إلى الأبواب السلطانية
في يوم الخميس الخامس والعشرين من شعبان على خيل البريد .
فلما وصل إلى مدينة بلبيس درج بالوفاة إلى رحمة الله تعالى على ما نذكره إن
شاء الله في الوفيات ، ولما اتصلت وفاته بنائب السلطنة بالشام طلب القاضي بدر الدين
أبا اليسر محمد بن قاضي القضاة عز الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر بن
عبد الخالق بن خليل الأنصاري المعروف بابن الصايغ ، وكان معتكفا بالجامع
الأموي ، فخرج من اعتكافه ، وتوجه إليه ، فتحدث معه نائب السلطنة في ولاية
القضاء ، وتلطف به ، فامتنع كل الامتناع ، وصمم على ألا يلي القضاء أبدا ، فلم يزل
يتلطف به إلى أن قال : أستخير الله تعالى في ذلك ، فكتب نائب السلطنة إلى الأبواب
السلطانية في ولايته القضاء ، فكتب تقليده بالقضاء ، وسيّر إلى دمشق ، فوصل في يوم
الخميس خامس عشر شوال ، فحمل إليه التقليد والتشريف ، فامتنع من قبول الولاية ،
وأصر على الامتناع ، ومرض بسبب ذلك ، ورد التقليد والتشريف .
فطالع نائب السلطنة بذلك ، فاتفق رأي السلطان على تفويض القضاء لشيخ
الشيوخ علاء الدين أبي الحسن علي بن الشيخ نور الدين إسماعيل بن جمال الدين

الصفحة 180