كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 181 """"""
يوسف القونوي الشافعي ، فأحضره السلطان إلى مجلسه في يوم الاثنين السادس
والعشرين من شوال سنة سبع وعشرين وسبعمائة ، وفوّض إليه قضاء القضاة بالشام ،
وخلع عليه في هذا اليوم ، وأذن له في الحكم بالقاهرة ، فأثبت كتبا تتعلق بالشام ،
وأنعم السلطان عليه بمبلغ ألف درهم وخمسمائة درهم ، ورسم أن يجهز له من ديوان
الخاص ما ينقل عليه عياله إلى دمشق ، فجهز له أربعة محاير وعدة جمال ، وصرفت
أجرتها من ديوان الخاص السلطاني ، ورسم لعائلته في كل يوم - من حين سفرهم إلى
أن يصلوا دمشق - بثلاثين درهما نقرة ، عن عشرين يوما ستمائة درهم .
وتوجه هو إلى دمشق على خيل البريد بعد صلاة الظهر من يوم السبت التاسع
من ذي القعدة ، ووصل إلى دمشق في بكرة نهار الاثنين الخامس والعشرين من
الشهر ، واجتمع بنائب السلطنة بدار السعادة ، ولبس التشريف وتوجه إلى المدرسة
العادلية ، وقرئ تقليده ، وجلس للحكم ، وسلك في ولايته سبيل السلف الصالح ،
ولم يحتجب عن أحد من الناس ، ثم فوض إليه مشيخة الشيوخ بدمشق عوضا عن
قاضي القضاة شرف الدين المالكي ، وذلك في ذي الحجة من السنة ، وجلس بالخانقاة
السميساطية في يوم الجمعة رابع المحرم سنة ثمان وعشرين وسبعمائة .
ذكر تفويض ما كان بيد الشيخ علاء الدين من الجهات
لمن يذكر ، وما وقع في أمر الصوفية بالخانقاة الصلاحية
لما توجه شيخ الشيوخ إلى دمشق المحروسة فوض ما كان بيده من تدريس
المدرسة الشريفية بالقاهرة لقاضي القضاة جلال الدين ، وفوضت مشيخة الشيوخ
بالخانقاة الصلاحية للشيخ مجد الدين الأقصرائي شيخ الخانقاة الناصرية بسماسم ،
ورسم له أن يستنيب عنه بالخانقاة الصلاحية الشيخ جمال الدين الحويزائي ، وتولى
مشيخة الخانقاة الركنية الشيخ افتخار الدين الخوارزمي ، ونقل شيخها الشيخ مجد الدين
الزنكلوني إلى تدريس الحديث بالقبة الركنية ، ورتب معه معيد وقارئ وطلبة
بمقتضى شرط الواقف ، وهو أول من درس بهذه القبة ، وكانت قبل ذلك معطلة منذ وقفت .

الصفحة 181