كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 183 """"""
السلطان إن أحسن إلى من في مملكته من أهل الذمة النصارى أحسنوا إلى من ببلادهم
من المسلمين ، فسمع السلطان رسالتهم ، وقبل تقدمتهم ، وأكرم وفادتهم ، وأعادهم
إلى مرسلهم ، ولم يصل إلى الديار المصرية من جهة هذا الملك رسول من الأيام
الصالحية النجمية إلى حين وصول هؤلاء الرسل الآن .
ذكر متجددات كانت بالشام في هذه السنة
خلاف ما ذكرناه
في هذه السنة في شهر ربيع الأول فوض قضاء القضاة بدمشق على مذهب
الإمام " أحمد بن حنبل " لقاضي القضاة عز الدين محمد بن قاضي القضاة تقي الدين
سليمان الحنبلي عوضا عن قاضي القضاة شمس الدين بن مسلم بحكم وفاته ، كما
تقدم ، ووصل تقليده إلى دمشق في يوم الخميس الثامن عشر من الشهر ، وخلع عليه ،
وقرئ تقليده في يوم الجمعة التاسع عشر من الشهر ، وجلس للحكم بالمدرسة
الجوزية على عادة والده رحمه الله تعالى .
وفيها في مستهل شعبان فوضت مشيخة المشايخ بدمشق لقاضي القضاة
شرف الدين محمد بن القاضي معين الدين أبي بكر المالكي مضافة إلى الحكم ،
وجلس بالخانقاة السميساطية لذلك في يوم الجمعة السادس والعشرين من الشهر .
وفيها في سابع شهر رمضان فوض قضاء القضاة بدمشق على مذهب الإمام
أبي حنيفة للقاضي عماد الدين أبي الحسن علي بن محيي الدين أحمد بن عبد الواحد
الطرسوسي الحنفي عوضا عن القاضي صدر الدين البصروي بحكم وفاته على ما
نذكره ، ووصل تقليده إلى دمشق في يوم الأربعاء سادس عشر شهر رمضان ، وخلع
عليه في يوم الخميس سابع عشر الشهر ، وجلس للحكم بالمدرسة النورية .