كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 184 """"""
وفيها فوض قضاء القضاة بحلب المحروسة للقاضي فخر الدين عثمان بن
محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم البارزي الحموي الشافعي ، وكان يلي الخطابة
بحماة ، وينوب عن عمه قاضي القضاة شرف الدين في الحكم بحماة .
وفيها في نصف رمضان وصل إلى دمشق المحروسة جماعة من الأسرى
المسلمين من بلاد الفرنج نحو مائة وأربعين أسيرا ، ومعهم جماعة من تجار الفرنج
تولوا استيفادهم ، فجعلوا في المدرسة العادلية الكبيرة بدمشق ، ورسم بإعطاء التجار
الفرنج ما ذكروا أنهم صرفوه وأنفقوه عليهم ، بعد تحليفهم وتحليف الأسرى وكان
ذلك نحو ستين ألف درهم ، فلما قبض التجار ذلك من ريع الأوقاف على فكاك
الأسرى أطلق الأسرى وكان سبب سعي التجار في فكاك هؤلاء الأسرى أن قاضي
القضاة جلال الدين القزويني أشهد على نفسه أنه جعل لكل من يحضر أسيرا من
المكان الفلاني مبلغا عينه ، وكتب بذلك مكتوبا ، وعرف التجار ذلك ، فسعوا فيه ،
وجعلوه من جملة متاجرهم ، " ونقلت هذه الواقعة من تاريخ الشيخ علم الدين بن
البرزالي " .
وفي يوم الاثنين الخامس والعشرين من ذي القعدة فوضت نيابة السلطنة بقلعة
دمشق المحروسة إلى الأمير علاء الدين مغلطاي الخازن أحد الأمراء بدمشق عوضا
عن الأمير علم الدين سنجر الدميثري واستقر الدميثري من جملة الأمراء بدمشق
المحروسة .
وفيها في يوم الاثنين الخامس والعشرين من ذي القعدة أيضا خلع على الأمير
سيف الدين بلبسطي ، وفوض إليه نيابة بحمص عوضا عن بلبان البدري ، رحمه
الله تعالى ، وكانت وفاة البدري في ليلة عيد الفطر من السنة بحمص ، وحمل إلى
دمشق ، وصلي عليه بسوق الخيل ، ودفن يوم السبت بسفح قاسيون .
وفيها في التاريخ أيضا فوض نظر أوقاف القدس الشريف ، وحرم الخليل عليه
الصلاة والسلام إلى الأمير سيف الدين إبراهيم بن الأمير علم الدين الجاكي ، وخلع
عليه ، وتوجه .