كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 185 """"""
وفيها في العشر الأول من ذي الحجة كمل ترخيم الحائط الشمالي بالجامع
الأموي بدمشق ، وكان في الدولة الظاهرية الركنية قد رخم من جهة الشرق إلى باب
الكلاسة ، ولم يكمل ، واستمر كذلك إلى الآن ، فرسم بترخيمه ، فكان ذرع الذي
استجد الآن من باب الكلاسة إلى زاوية الغزالي ستون ذراعا طولا وفي الارتفاع ستة ،
وعمل بأعلاه طراز مذهب .
وفي هذه السنة توفي أحد أولاد السلطان الملك الناصر وهو طفل ، ولعله الذي
ذكرنا أنه ولد في ثامن عشر المحرم من هذه السنة ودفن بتربة الخوندأردكين ابنة
نوكاي زوج السلطان .
وتوفي في ليلة الاثنين المسفرة عن السادس والعشرين من جمادى الأولى قبيل
العشاء الآخرة الشيخ الصالح ضياء الدين محمد المعروف بالمعبدي وهي نسبة إلى
معبد الشيخ محيي الدين الفارسي بالقرافة ، وكانت وفاته بمنزله بجوار الزاوية المعروفة
به بخط موردة الخلفاء بمصر ، بشاطئ نيلها ، وصلي عليه بالجامع الناصري ، وأم
الناس في الصلاة عليه قاضي القضاة بدر الدين الشافعي ، ثم صلي عليه ثانيا في جامع
عمرو بن العاص بمصر ، ودفن بالقرافة بتربته في قبر كان قد حفره لنفسه ، وأعده
لدفنه في حال حياته ، وكان رحمه الله تعالى كثير الخدمة للفقراء ، والتكرم عليهم
والإنفاق ، وله مروءة وافرة ، كثير التعصب والقيام مع من يقصده ، يطّرح الكلفة جدا ،
كان ينفق على الفقراء الواردين وغيرهم ممن يقصده النفقات الكثيرة ، ويطعمهم
الأطعمة اللذيذة الفاخرة ، ويفرجهم في المستنزهات ، وهو في غالب أوقاته يلبس
الدلق المرقع بغير قميص ، وكان حسن المحاضرة ، كثير النوادر ، مشهورا بالخلاعة
والانبساط رحمه الله تعالى .
وتوفي في يوم الأحد الثامن من شهر رجب القاضي الإمام الفاضل العالم
نجم الدين أبو العباس أحمد بن صدر الدين محمد بن رشيد الدين حرمي الشافعي
القمولي نائب الحكم العزيز بمصر ، وناظر الحسبة بها ، وكانت وفاته بداره بمصر ،