كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 186 """"""
وصلي عليه بجامع عمرو بن العاص عقيب صلاة الظهر من اليوم المذكور ، وكانت
جنازته مشهودة ، حضرها القضاة والحكام والأكابر وغيرهم من العوام ، ومولده في
سنة ثلاث وخمسين وستمائة تقريبا بقمولة من غربية مدينة قوص ، وكان رحمه
الله تعالى رجلا ديّنا فاضلا فقيها عالما ، صنف : " كتاب البحر المحيط في شرح
الوسيط " في نحو ثمانية عشر مجلدا كبارا ، واختصره في ثماني مجلدات وسمي
المختصر : " جواهر البحر " وشرح مقدمة الشيخ أبي عمر بن الحاجب في النحو في
مجلدين وشرح الأسماء الحسنى ، وغير ذلك من التآليف رحمه الله تعالى .
وتوفي في ليلة الأحد خامس عشر شهر رجب الشيخ الصالح أبو القاسم
عبد الرحمن بن موسى بن خلف الحدافي وكانت وفاته بالبرج بقلعة الجزيرة مقابل
مصر ، وبه كان يسكن ، وصلي عليه بجامع عمرو بن العاص بعد صلاة الظهر ، ودفن
بسفح المقطم بتربة الشيخ تاج الدين بن عطاء الله ، بجوار تربة الشيخ أبي محمد بن
أبي حمزة ، وكان الشيخ عبد الرحمن رجلا صالحا زاهدا عابدا منقطعا متخليا عن
الدنيا ، رحمه الله تعالى .
وتوفي بحلب الأمير ناصر الدين محمد بن الأمير سيف الدين أرغون
الناصري نائب السلطنة الشريفة والده ، وكانت وفاته في يوم السبت ثالث عشر
شعبان ، ونقل الشيخ علم الدين بن البرزالي في تاريخه أنه توفي في يوم الجمعة ثاني
عشره ، ودفن يوم السبت ، وكان قد استقر عند انتقال والده إلى نيابة السلطنة بحلب
في جملة الأمراء مقدمي الألوف بحلب ، فمرض ومات ، فوصل الخبر إلى الأبواب
السلطانية في يوم الأربعاء رابع عشرين الشهر ، وكان قبل ذلك قد توفي أخوه الصغير
أحمد ، وهو من أمراء العشرات بحلب ، ووصل الخبر أيضا بمرض والده وأخوته ،
فرسم السلطان أن يتوجه صلاح الدين بن البرهان أحد الأطباء بالباب الشريف ، فتوجه
إليهم على خيل البريد في يوم الجمعة تاسع عشر الشهر .
وتوفي في يوم الثلاثاء ثامن شهر رمضان القاضي عز الدين عبد العزيز بن
أحمد بن عمر بن عثمان بن الخضر الهكاري قاضي الأعمال الغربية ، ويعرف بابن
خطيب الأشمونين ، وكانت وفاته بالقاهرة ، وكان قد حضر من المحلة للسلام على
قاضي القضاة جلال الدين فمرض ودامت به العلة إلى أن مات ، وكان فقيها فاضلا
نزها كريم الأخلاق ، رحمه الله تعالى .

الصفحة 186