كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 187 """"""
وتوفي في يوم الثلاثاء ثامن شهر رمضان أيضا الأمير سيف الدين قطلوبغا بن
عبد الله المغربي الناصري الحاجب ، وكان قد توجه صحبة الرسل إلى حلب كما
ذكرنا ، فمرض في سفره ، وعاد فعجز عن الركوب ، فحمل في محفة ، ورحل إلى
القاهرة في يوم الاثنين سابع عشر شهر رمضان ، فبات بداره ليلة واحدة ، ومات رحمه
الله تعالى ، وكان السلطان قد أعده لمهماته ، ووعده بتقدمة ألف ، فعاجلته المنية عن
بلوغ الأمنية .
وفيها في آخر ليلة الأربعاء سادس شهر رمضان توفي القاضي كمال الدين أبو
المعالي محمد بن الشيخ علاء الدين علي بن الشيخ كمال الدين عبد الواحد بن
خطيب زملكا زين الدين عبد الكريم بن خلف بن نبهان الأنصاري الشافعي ، المعروف
بابن الزملكاني ، وكانت وفاته بمدينة بلبيس مدينة الأعمال الشرقية من الديار
المصرية ، وكان قد استدعي من حلب بالأمر السلطاني ، لينقل إلى قضاء الشام ، فجاء
على خيل البريد ، فلما انتهى إلى منزلة الصالحية مرض ، فوصل إلى بلبيس ، وقد
اشتد به المرض فمات ، وحمل إلى القرافة في ليلة الخميس ، فدفن بالقرب من قبر
قاضي القضاة إمام الدين القزويني جوار قبة الإمام الشافعي ، ومولده في ليلة الاثنين
ثامن شوال سنة سبع وستين وستمائة ، وكان من أعيان العلماء بمذهب الإمام الشافعي
ومن الفضلاء ، ولي كتابة الدرج بدمشق مدة طويلة ، وتنقل في الولايات ودرس في
أجلّ مدارس دمشق ، ثم نقل إلى قضاء حلب ، كما تقدم ، وله شعر حسن ، وترسل
جيد ، رحمه الله تعالى .
وتوفي في يوم الأحد تاسع عشرين ذي الحجة الأمير سيف الدين كوجري بن
عبد الله أمير شكار ، وهو من أمراء المائة مقدمي الألوف ، رحمه الله تعالى .
وتوفي بدمشق في مستهل شهر ربيع الأول الأمير ناصر الدين إبراهيم بن الملك
المعظم شرف الدين عيسى بن الملك الزاهد داود بن الملك المجاهد أسد الدين
شيركوه بن الملك القاهر ناصر الدين محمد بن الملك المنصور أسد الدين شيركوه بن
شادي ، ودفن بقاسيون ، وكان من جملة مقدمي الحلقة بدمشق المحروسة ، رحمه
الله تعالى .