كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 188 """"""
وتوفي بدمشق أيضا في عشية نهار الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة الملك
الكامل ، وهو الأمير ناصر الدين محمد بن الملك السعيد فتح الدين عبد الملك بن
الملك الصالح عماد الدين إسماعيل بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر
محمد بن نجم الدين أيوب ، وصلي عليه بعد صلاة الظهر بالجامع الأموي ، وحمل
إلى تربة الملك الكامل بن الملك العادل وهو عم أبيه ، وجده لأمه ربيعة خاتون ابنة
الملك الكامل ، فأغلق باب التربة دون تابوته عامل التربة موسى بن أخت صاين الدين
خطيب مصلى العيدين ، وامتنع من الموافقة على دفنه بها ، فتألم الناس لذلك ،
وضربوا موسى المذكور ، ولم يفتح الباب ، فتوجهوا بجنازته إلى تربة أم جده الملك
الصالح ، وكشفوا الأزج فوجدوه مملوءا بالأموات فجاؤوا به إلى قبر أبيه فوجدوه
ضيقا ، فأحضروا الحجارين فشقوا له قبرا ودفن عند مغيب الشمس وكان نائب السلطنة
يومئذ بالمرج ، فطولع بذلك ، فرسم أن يدفن عند والدته ، فامتنع أهله من نقله ،
ومولده في ليلة الاثنين بطريق الحجاز الشريف ، بمنزلة تسمى العقاب ، بثنية راطية
خامس ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وستمائة سمع صحيح مسلم من ابن عبد الدايم
وسمع من غيره ، وحدث وكان من أمراء الطبلخاناة بالشام ، كثير التواضع والمجون
حسن المذاكرة والمداعبة ، كثير النوادر ، ولما مات أنعم السلطان على ولده
صلاح الدين بإمرة طبلخاناه ، وعلى ولده الأصغر بإمرة عشرة ، وركبا بالخلع في رابع
عشرين رجب بدمشق .
وتوفي بدمشق أيضا في يوم الأربعاء الرابع والعشرين من جمادى الأولى الشيخ
العالم شرف الدين أبو محمد عبد الله بن الشيخ شهاب الدين أبي المحاسن
عبد الحليم بن الشيخ الإمام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبي
القاسم بن محمد بن تيمية الحراني الحنبلي ، وهو أخو الشيخ تقي الدين ، وصلي
عليه بعد صلاة الظهر بجامع دمشق ، ثم صلي عليه بباب قلعة دمشق ، وكانت جنازته
مشهودة ، ثم حمل إلى ظاهر باب النصر فصلي عليه مرة ثالثة ، ثم صلي عليه مرة
رابعة ، ودفن بمقبرة الصوفية عند والده وأهله رحمهم الله ، ومولده بحران في الحادي
والعشرين من المحرم سنة ست وستين وستمائة .