كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 189 """"""
وتوفي في يوم الأربعاء بعد العصر الثالث من شعبان قاضي القضاة صدر الدين
أبو الحسن علي بن الشيخ صفي الدين أبي القاسم بن محمد بن عثمان بن محمد
البصروي الحنفي ببستانه بأرض سطرا ظاهر دمشق ، وصلي عليه بكرة الخميس
بسوق الخيل ، ودفن بسفح قاسيون ، وأوصى بثلث ماله في بكرة نهار وفاته صدقة
على الفقراء والمساكين ، ومولده في ثالث شهر رجب سنة اثنتين وأربعين وستمائة
بقلعة بصرى ، وسمع من ابن عبد الدايم وابن عطاء وغيرهما ، وحدث رحمه
الله تعالى .
وتوفي بدمشق الصدر شمس الدين محمد بن الشيخ الفاضل شهاب الدين
محمود بن سليمان بن فهد الحلبي صاحب ديوان المكاتبات بدمشق في ليلة السبت
عاشر شوال ، وصلي عليه بالجامع الأموي ، ودفن من الغد بتربة والده بسفح جبل
قاسيون ، ومولده في يوم الأحد ثامن شوال سنة تسع وستين وستمائة رحمه الله تعالى ،
ولما توفي استقر في كتابة الدرج بعده بدمشق القاضي محيي الدين بن فضل الله ،
ولبس التشريف ، وباشر الوظيفة في يوم السبت الثالث والعشرين من ذي القعدة ، واستقر
شرف الدين ولد شمس الدين في التوقيع بين يدي نائب السلطنة على ما كان عليه
القاضي محيي الدين بن فضل الله ، وخلع عليه أيضا في اليوم المذكور ، والله أعلم .
واستهلت سنة ثمان وعشرين وسبعمائة بيوم الثلاثاء الموافق للعشرين من هاتور
من شهور القبط ،
ورئي في كثير من البقاع يوم الاثنين ، والسلطان الملك الناصر - خلد
الله ملكه - بمقر ملكه بقلعة الجبل المحروسة ، ولا نائب للسلطنة بالأبواب العالية ،
فإنه منذ عزل الأمير سيف الدين أرغون الناصري عن النيابة ، وتوجهه إلى حلب ، لم
يفوض السلطان النيابة إلى غيره ، وإنما الأمير سيف الدين ألماس أمير حاجب يتحدث
في أمر الجند ، والأمير علم الدين مغلطاي الجمالي الناصري في وظيفتي الوزارة
وأستاذ الدارية العالية على عادته ، والديار المصرية والشام والبلاد الحلبية والساحلية
والجبلية وغيرها ، من الممالك الإسلامية الداخلة في مملكة السلطان الملك الناصر ،
على غاية الرخاء والخير ، وانحطاط الأسعار .

الصفحة 189