كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 190 """"""
وفي يوم الخميس ثالث المحرم من هذه السنة أمر السلطان أن يتقدم الأمير
سيف الدين بشتاك على ألف فارس ، وهي التقدمة التي انحلت عن الأمير
سيف الدين كوجري أمير شكار ، وأعطاه السلطان من خبز كوجري ملوي ، وكمل
له على ما بيده من الإقطاع مائة فارس ، وأمر الأمير سيف الدين نوروز بطبلخاناة ،
وأمر ناصر الدين بن كوجري بعشرة طواشية ، وأمر سيف الدين جهاركس بعشرة
طواشية ، وجعل أحد أمراء شكارية ، وركب الأمراء في يوم الخميس ثالث شهر
المحرم بالتشاريف والشرابيش على عادة أمثالهم .
وفيها في يوم الاثنين السابع من المحرم توجه السلطان إلى جهة القصور
بسرياقوس ، فتصيد بتلك الجهة إلى يوم الاثنين رابع عشر الشهر ورجع ، ومر تحت
قلعة الجبل ولم يصعد إليها ، ومر على طريق سوق الخيل إلى الصليبة إلى قناطر
السباع ، حتى انتهى إلى بولاق ، فركب إلى جهة الجيزية ، واستقر في نيابة السلطنة - في
مدة غيبة السلطان - الأمير سيف الدين قجليس الناصري أمير سلاح .
ووصل إلى الأبواب السلطانية رسل الملك
أبي سعيد بن خربندا ملك العراقين وخراسان ، فكان وصولهم إلى باب الدهليز
المنصوري بمنزلة الأهرام في يوم الأحد السابع والعشرين من المحرم ، فمثلوا بين
يدي السلطان ، وسمع رسالتهم ، وأحسن إليهم ، ورسم بإعادتهم إلى مرسلهم ،
فتوجهوا بعد دخولهم إلى القاهرة في يوم السبت رابع صفر ، واستمر السلطان بمنزلة
الأهرام أياما ، ثم توجه منها إلى جهة المنوفية ، وعاد إلى قلعة الجبل المحروسة في
منتصف نهار الأحد ثاني عشر صفر ، فأقام بقلعة الجبل إلى يوم الخميس سلخ صفر ،
وتوجه في بكرة النهار إلى جهة القصور بسرياقوس ، ثم عدى البحر إلى الجانب
الغربي ، وتوجه إلى جهة المنوفية ، وتصيد هناك وعاد ، فكان وصوله إلى قلعة الجبل
في يوم الخميس سابع عشر ربيع الأول من السنة ، والله أعلم .

الصفحة 190