كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 194 """"""
والأقمشة والخيول ، ورتب له ولمن معه الرواتب المتوفرة ، فرتب له في كل يوم من
اللحم ثلاثمائة وأربعين رطلا ، وغير ذلك مما يحتاج إليه .
وركب في يوم الاثنين حادي عشر الشهر في الموكب بالأقبية الإسلامية والكلوتة
والشاش على عادة العساكر المصرية ، وحضر إلى الخدمة السلطانية ، وأجلس في
مجلس السلطان بدار العدل الشريف بالإيوان إلى جانب سيف الدين آل ملك
الجوكان دار دونه بلواء تلو الأمراء مقدمي الألوف .
ووصل في يوم السبت تاسع عشر شهر ربيع الأول الأمير شاهنشاه وهو ابن عم
الأمير جوبان ، وكان وصوله من جهة الرحبة ، وذكر أن ابن عمه جوبان أرسله إلى
خدمة السلطان يعرفه ما وقع ، وذكر أنه فارقه من بلاد خراسان عند عزمه على دخول
غزنة إلى أولاد الملك كبك ، ولعله فارقه قبل وصوله إلى هراة ، فخلع السلطان على
شاهنشاه تشريفا كنجيا أحمر ، وكلوتة زركش ، وأنزله عند تمرتاش ، ثم وصل طلب
تمرتاش وأنقاله إلى القاهرة المحروسة في يوم الخميس ثامن عشرين شهر ربيع الأول ،
فأنزلوا بدار الضيافة ، وهم نحو ستمائة فارس ، فرسم السلطان بعرضهم في يوم الأحد
مستهل شهر ربيع الآخر ، فعرضوا وفرق أكثرهم على الأمراء ، ورسم للأمراء أن
يقوموا بكلفهم من خواصهم من غير إقطاع ، وسأل جماعة منهم العود إلى بلادهم ،
فأذن لهم السلطان ، وزودهم وكتب إلى نواب الشام بتمكينهم من العود ، فتوجه منهم
نحو تسعين فارسا .
ووصل إلى الأبواب السلطانية في يوم الأحد مستهل شهر ربيع الآخر رسل
الملك أبي سعيد بن خربندا ، وهما اثنان ، فمثلا بين يدي السلطان لوقتهما ، وأديا
رسالتهما ، وخلع عليهما ، وذكرا أنهما توجها من جهة الملك قبل وصول الخبر إليه
بمفارقة تمرتاش البلاد الرومية ، ولحاقه بالديار المصرية ، ثم مثلا بين يدي السلطان في
يوم الاثنين ، وأقام بالأبواب السلطانية إلى يوم الاثنين تاسع الشهر ، فأعيدا إلى
مرسلهما وجهز السلطان من جهته الأمير سيف الدين أرج مملوك قبجق وكتب معه إلى
الملك أبي سعيد يشفع في تمرتاش ويستوهبه منه ويسأله إطلاق عياله وألزامه من بلاد
الروم ، واستمر تمرتاش في الخدمة السلطانية ، والسلطان يضاعف له الإكرام ، ويصله
بالإنعام الواصل والخيول ، وتوجه في خدمة السلطان إلى الصيد بجهة البحيرة وعاد ثم