كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 196 """"""
هذا ما كان من أخبار تمرتاش على سبيل الاختصار ، والله تعالى أعلم
بالصواب .
فلنرجع إلى سياقة الحوادث في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة .
وفي هذه السنة توجه السلطان أيضا إلى الصيد بالوجه البحري في يوم الثلاثاء
عاشر شهر ربيع الآخر ، وتصيد بجهة البحيرة وغيرها ، وعاد إلى قلعة الجبل في الثانية
من نهار الخميس سادس عشرين الشهر ، وهي السفرة التي كان تمرتاش معه فيها .
ذكر وصول الأمير سيف الدين تنكز نائب السلطنة بالشام
المحروس إلى الأبواب السلطانية وعوده
وفي يوم الأحد الرابع والعشرين من شهر جمادى الآخرة وصل الأمير
سيف الدين تنكز نائب السلطنة الشريفة بالشام المحروس إلى الأبواب السلطانية وشمله
التشريف والإنعام والزيادة في إقطاعه ثم رسم بعوده إلى الشام ، فعاد وتوجه في عوده
لزياة الخليل صلوات الله عليه ، والبيت المقدس ، وشاهد العين التي أجريت إلى
القدس الشريف ، وكان قد جرد إليها من دمشق في شوال سنة سبع وعشرين وسبعمائة
الأمير سيف الدين قطلوبك بن الجاشنكير فتوجه ولازم العمل ، واجتهد فيه ، ووجد
آثار قنى قديمة قد سدت ، وقلفطت ، فيسر الله تعالى فتحها ، ووصل الماء إلى القدس
في شهر ربيع الأول من هذه السنة ، ولما شاهد نائب السلطنة المذكور العين رسم
بعمارة حمام على فائض الماء .
ذكر وفاة قاضي القضاة شمس الدين بن الحريري
الحنفي وتفويض القضاء بعده إلى القاضي برهان الدين
إبراهيم بن عبد الحق
وفي يوم السبت خامس جمادى الآخرة بعد آذان العصر توفي القاضي
شمس الدين محمد بن صفي الدين عثمان بن زكي الدين أبي الحسن بن عبد الوهاب
الأنصاري الحنفي المعروف بابن الحريري قاضي الحنفية بالديار المصرية ، وكانت
وفاته بالمدرسة الصالحية النجمية بالقاهرة المحروسة ، وكان قد مرض وطالت مرضته ،