كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 198 """"""
وفيها في يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر رجب الفرد عقد نكاح الأمير
سيف الدين طغيتمر العمري الناصري أحد الأمراء المماليك السلطانية مقدمي الألوف
على إحدى بنات السلطان ، ورسم السلطان بإعفاء الأمراء من التقادم ، وحمل الشمع ،
وأنعم على الأمير المشار إليه من مال السلطان بأربعة آلاف دينار عوضا عما كان يصل
إليه من تقادم الأمراء .
ذكر مقتل الأمير بدر الدين كبيش أمير المدينة النبوية
على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وتولية أخيه طفيل
وفي يوم السبت مستهل شعبان من هذه السنة وثب أولاد الأمير ودي بن
منصور بن جماز بن شيحه على الأمير بدر الدين كبيش أمير المدينة النبوية فقتلوه
خارج المدينة ، ووصل الخبر بذلك إلى الأبواب السلطانية في أواخر الشهر ، ففوض
السلطان الإمرة لأخيه الأمير سيف الدين طفيل ، وكان قد حضر إلى الأبواب
السلطانية ، فخلع عليه ، وتوجه إلى المدينة النبوية .
وفيها في شهر رمضان فوض السلطان قضاء المدينة النبوية - على ساكنها أفضل
الصلاة والسلام - والخطابة بها لصاحبنا وأخينا في الله تعالى القاضي شرف الدين
محمد بن القاضي عز الدين محمد بن الشيخ كمال الدين أحمد بن الشيخ جمال الدين
إبراهيم بن يحيى بن أبي المجد اللخمي المعروف جد أبيه جمال الدين بالأسيوطي ،
ولي القضاء عوضا عن شرف الدين يعقوب المدني ، والخطابة عوضا عن القاضي
بهاء الدين موسى بن سلامة ، وخلع عليه ، ورسم له بمال ، يوفي منه ما عليه من
الدين ، ويتجهز ببقيته ، وكانت ديونه تزيد على سبعة آلاف درهم ، وتجهز أحسن
جهاز ، وتوجه صحبة الركب في شوال ، كتب الله سلامته ، وأعانه على ما ولاه .
ذكر ما قرر من استيمار الدولة الناصرية
ومن رتب من المباشرين
وفي هذه السنة في شوال منها حسن جماعة للسلطان أن يوفر من جامكية
مباشري الدولة الشريفة ، ومباشري المعاملات بالقاهرة ومصر والأعمال البرانية وأرباب
الوظائف جملة ، ومنهم من وفّر .