كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 199 """"""
فلما كان في يوم الأحد رابع عشر شوال قرئ الاستيمار على السلطان وتعين
من توفر ، ثم أحضر مباشري الدولة في يوم الاثنين ، وتجدد الحديث في ذلك ، فلما
انفصلوا من بين يديه رسم بطلب الصاحب أمين الدين عبد الله ، فطلب من داره
فحضر ومثل بين يدي السلطان بعد العصر ، وخلع عليه وعلى القاضي مجد الدين بن
لفيتة بغير طرحات ، ورتبهما السلطان في نظر النظار والصحبة ، ونقل القاضي
شمس الدين بن قروينة ناظر الدواوين إلى نظر البيوت السلطانية ، وخلع عليه أيضا
معهما ، وباشر الصاحب أمين الدين النظر وكشف الرواتب ، وأوقف أربابها إلا بعد
العرض على من ندب لذلك ، ومن عرض شطب اسمه ، وكتب إلى سائر الممالك
الشامية الساحلية بأوقاف أرباب الرواتب المقيمين بالديار المصرية المرتبين على الشام ،
ولا يصرف لأحد منهم شيء إلا بتوقيع جديد لاستقبال شوال من السنة ، وشدد في
ذلك ، فاجتمعت به ، وسألته عن هذا الحال ومقصده فيه ، فحلف لي بالله أنه لا غرض
له في قطع مستحق ، وأن غرضه في الكشف ، والعرض أن جماعة من أرباب الرواتب
درجوا بالوفاة ، وتسمى غيرهم بأسمائهم ، وقبض مرتبهم ممن للكتاب بهم عناية ، وأن
ذلك لا يتميز له إلا بالعرض والكشف ، ثم كتب قصصة بعد ذلك إلى السلطان يطلب
فيها الإعفاء من المباشرة ، فلم يجب إلى ذلك ، فكتب قصة ثانية ، فأجيب إلى سؤله ،
وأعفي من المباشرة بعد العصر من يوم الأربعاء تاسع عشرين ذي القعدة ، وهو
سلخة ، فكانت مدة مباشرته أربعة وأربعين يوما تحريرا .
وفيها في يوم الاثنين تاسع شوال عقد نكاح الأمير سيف الدين منكلي بغا
السلاح دار الناصري على الخوند دلنبيه زوج السلطان - كانت - وهي التي وصلت من
بلاد أزبك وهي من البيت الجنكز خاني ، وكان السلطان قد أبانها بالطلاق ، وبنى الأمير
سيف الدين بها في ليلة الخميس ثاني ذي القعدة .
ذكر الإفراج عمن يذكر من الأمراء والمعتقلين
وفي هذه السنة في يوم الخميس ثامن ذي الحجة أمر السلطان بالإفراج عن
الأمير حسام الدين لاجين الجاشنكير المنصوري المعروف بزيرباج وقد ذكرنا اعتقاله
في يوم الاثنين ثالث عشر ربيع الآخر لسنة اثنتي عشرة وسبعمائة ، فكانت مدة اعتقاله
ست عشرة سنة وثمانية أشهر وخمسة أيام ، وأفرج أيضا في هذا اليوم عن الأمير

الصفحة 199