كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 20 """"""
وفي هذه السنة أمر السلطان أن يتوجه الأمير شرف الدين حسين بن جندر بك
الرومي أمير شكار ، أحد الأمراء الأكابر مقدمي الألوف بالديار المصرية إلى دمشق
وكان قبل ذلك من أمراء الطبلخاناه بها ، فلما عاد السلطان إلى الديار المصرية في
سنة تسع وسبعمائة حضر في خدمته ، فأمره في الديار المصرية ، ثم جعله من أمراء
المائة مقدمي الألوف ، وأمير شكار ، وتقدم عند السلطان ، وقرب منه ، ووفر إقطاعه
وميزه ، ثم أعاده الآن إلى الشام على إقطاع الأمير سيف الدين جوبان المنصوري ،
وكان نائب السلطنة بدمشق قد غضب على جوبان لأمر صدر منه ، وضربه ، فطلب إلى
الأبواب السلطانية ، وأقر في جماعة الأمراء بها ، وأعطي إمرة ستين فارسا ، وتوجه
الأمير شرف الدين حسين بن جندر إلى دمشق ، فكان وصوله إليها في يوم الاثنين
لليلتين بقيتا من شهر رجب سنة إحدى وعشرين .
وفيها في يوم الأربعاء ثامن عشر شوال جلس قاضي القضاة بدر الدين محمد بن
جماعة لإلقاء الدروس بزواية الإمام الشافعي بجامع مصر عوضا عن شهاب الدين
أحمد بن محمد الأنصاري ، وذلك أن الفقهاء بالزاوية المذكورة شكوا منه ، وقالوا : إنه
استولى على الوقف ، واختص بأكثره ، فعزل من هذه الزاوية وغيرها ، ثم اعتني به
فولي وكالة بيت المال بحلب ، فتوجه في ذي القعدة من السنة ، ولم يطل مقامه بها .

الصفحة 20