كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 200 """"""
جمال الدين فرج بن الأمير شمس الدين قراسنقر المنصوري وأفرج في يوم الجمعة
- يوم عرفة - عن الأمير علم الدين سنجر الجاولي ، وقد ذكرنا أنه كان قبض عليه في
يوم الجمعة ثامن عشرين شعبان سنة عشرين وسبعمائة ، فكانت مدة اعتقاله ثماني
سنين وثلاثة أشهر وأحد عشر يوما .
وفيها في يوم الاثنين ثاني عشر ذي الحجة توجه السلطان إلى الصيد بجهة
سرياقوس ، وتصيد بتلك الجهة ، وعاد إلى قلعة الجبل عشية نهار الجمعة سادس عشر
الشهر ، فأقام بقلعة الجبل إلى آخر يوم الأربعاء الثامن والعشرين من الشهر ، وتوجه
في بكرة نهار الخميس تاسع عشرين الشهر إلى الصيد بجهة سرياقوس .
وفيها في آخر نهار الثلاثاء السابع والعشرين من ذي الحجة وصل إلى الأبواب
السلطانية من الحجاز الشريف - ممن وقف بعرفة في هذه السنة - سيف الدين ألناق
السيفي أحد مماليك الأمير سيف الدين الحاج آل ملك الجوكندار ورفيقه أحد مماليك
الأمير سيف الدين طقزدمر العمادي ومثلا بين يدي السلطان في بكرة نهار الأربعاء ،
وشملهما الإنعام والتشاريف على عادة أمثالهما ، وأخبرني سيف الدين ألناق المذكور
أن الوقفة بعرفة كانت يوم الجمعة من غير شك في ذلك ، وأن الحاج في خير ورخاء ،
وأن المياه كانت كثيرة متيسرة ولله الحمد على ذلك ، وسألته عن يوم مفارقته الحاج ،
فذكر أنه ركب من مكة شرفها الله تعالى بعد المغرب من نهار الاثنين ثاني عشر
الشهر ، فمدة سفره خمسة عشر يوما وتسع ساعات ، وقد ذكرنا في سنة إحدى
وعشرين وسبعمائة وصول أوجي مملوك قجليس وطرنطاي الكريمي في اثني عشر يوما
وتسع ساعات .
ذكر متجددات كانت بدمشق في هذه السنة
من ذلك كانت عمارة الحائط القبلي بالجامع الأموي ، وذلك أنه في أول شهر
ربيع الأول فك الرخام الذي بالجدار القبلي من الجهة الغربية ليصلح ويعاد ، فظهر في
الحائط عند كشفه ميل ظاهر ، فأخر إصلاحه إلى أن عاد نائب السلطنة من الديار
المصرية ، فطولع بذلك ، فحضر في يوم الجمعة سابع عشر ربيع الآخر إلى الجامع ،
وصحبته قاضي القضاة علاء الدين وغيره ، وأحضر المهندسين ، وعمل تقدير ما يحتاج
إليه لنقضه وإعادته ، فكان مائة ألف درهم ، فطولع السلطان بذلك ، فورد المثال
السلطاني بهدمه وإعادته في يوم الخميس رابع عشر جمادى الأولى ، فهدم الحائط بعد
صلاة الجمعة ، فنقض منه ثمانية معازب وعشرة أوتار جسورة ، وانتهوا إلى نقض

الصفحة 200