كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 201 """"""
الحجارة في يوم الجمعة ثالث جمادى الآخرة ، وحضر نائب السلطنة ، وشاهدها قبل
نقضها ، فنقضت ، وهي حجارة كبار تشبه عمارة القلاع ، وانتهوا إلى الأساس في يوم
الجمعة سابع عشر الشهر ، وحصل الشروع في البنيان في يوم الأحد تاسع عشر
الشهر ، وانتهت عمارة الحائط في خمسة وعشرين يوما .
وجدد في الحائط محراب يشبه المحراب المعروف بمحراب الصحابة الذي في
الجهة الشرقية بين باب الزيارة وباب الخطابة ، واستقر أن يصلي فيه أمام الحنفية ،
وكملت العمارة وإعادة السقف وغيره في يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر
رجب ، وخلع على ناظر الجامع والمشد والمغاربة في هذا اليوم ، وفرش الجامع على
عادته في يوم الجمعة ثالث عشرين شهر رجب ، وصرف على عمارته - فيما قيل -
نحو خمسين ألف درهم ، ووجد سلم عظيم لصومعة مبني بالحجارة المنحوتة ، فنقض
السلم ، وحملت حجارته على العتالين إلى هذا الحائط ، فعمر به ، وأعان ذلك إعانة
كبيرة ، ولولا ذلك لاحتاج إلى كلفة عظيمة ، ورخم الحائط ، فكان الفراغ من ترخيمه
في يوم الخميس سادس عشرين صفر سنة تسع وعشرين ، وصلي تحت الحائط بعد
ترخيمه في يوم الجمعة سابع عشرين الشهر ، وفتح باب الزيارة - وكان قد أغلق بسبب
العمارة - واستقر في أمر الأئمة وترتيبهم في الصلاة في صلاة العصر من يوم الجمعة
ثالث عشرين شهر رجب من هذه السنة ما نذكره ، فصلى إمام الكلاسة أولا على
عادته ، وصلى بعده إمام مشهد علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي
رضي الله عنه ، وصلى الخطيب بعدهما ، وهو إمام الشافعية ، وصلى بعده إمام الحنفية
في المحراب المستجد ، ثم إمام المالكية نقل إلى محراب الصحابة ، وبعده إمام
الحنابلة صلى بالمحراب الذي كان المالكي يصلي فيه غربي الجامع بمقصورة
الخطابة ، ووسع المحراب المذكور ، ورفع عنه العمارة ، وصلى بعده إمام مشهد
أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وبعده إمام مشهد ابن عروة ، ونقل الإمام الذي كان
يصلي بمحراب الصحابة إلى محراب الكلاسة القديم بالمعلوم الذي كان له بمحراب
الصحابة ، واستقرت الحال على ذلك .
وفيها في أول ليلة السبت خامس جمادى الأولى وقع حريق عظيم بسوق
الفرانين بدمشق ، كان مبدأه من دكان قطان في طريق قيسارية الفرش ، وامتد إلى سوق
الفرانين وإلى القيسارية المستجدة وقيسارية البيمارستان وبعض حوانيت سوق علي ،
وعجز الناس عن طفيه ، واستمرت النار إلى يوم الأحد ، ثم طفي .