كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 202 """"""
وفيها أمر نائب السلطنة بدمشق بعمارة المدارس بها ، ومنع من التصرف في
شيء من ريع الأوقاف إلى أن تكمل عمارتها ، ففعل ذلك ، ورسم بتقرير مال يجبى
لعمارة قنى بدمشق ، فقرر لذلك نحو ثلاثمائة ألف درهم ، وندب لعمارة القنى
ناصر الدين النجيبي ، فعمر منها في هذه السنة إلى آخر سنة تسع وعشرين إحدى
وعشرين قناة ، وبقي نحو أربع قنى تعمر إن شاء الله في سنة ثلاثين وسبعمائة .
وفيها في يوم الاثنين تاسع عشر جمادى الآخرة ورد مرسوم شريف سلطاني إلى
دمشق بمنع الشيخ تقي الدين أحمد بن تيمية من الكتابة مطلقا في التصنيف والفتيا ،
فأخذ ما عنده من الكتب والأوراق والدواة والأقلام وأودع ذلك عند متولي قلعة
دمشق ، فكان عنده إلى مستهل شهر رجب ، ثم أرسل المتولي ذلك إلى قاضي القضاة
علاء الدين ، فجعل الكتب في خزانة المدرسة العادلية ، لأنها كانت عارية ، وأما
الأوراق التي كانت بخطه من تصانيفه فكانت نحو أربع عشرة ربطة ، فنظر القضاة
والفقهاء فيها ، وفرقت بينهم .
وكان سبب ذلك أنه وجد له جواب عما رده عليه قاضي القضاة تقي الدين
المالكي ، فأعلم السلطان بذلك ، فاستشار قاضي القضاة ، فأشار بذلك ، فرسم به ،
فحينئذ عدل الشيخ عن ذلك إلى تلاوة القرآن .
وفيها في يوم الخميس الثالث والعشرين من جمادى الآخرة رسم القاضي الصدر
علاء الدين علي بن الصدر المرحوم شرف الدين محمد بن محمد التميمي القلانسي
- أحد كتاب الإنشاء بدمشق المحروسة - أن يجلس بين يدي نائب السلطنة يوقع على
القصص المرفوعة ، عوضا عن أخيه جمال الدين القاضي ، بما كان له من المعلوم
على وظيفة الكتابة ، وأن يستقر ما كان باسم القاضي جمال الدين من المعلوم عن
الوظيفة المذكورة له على قضاء العسكر الشامي ، وخلع عليهما بسبب ذلك ، والله
أعلم .
ذكر حادثة السيل بعجلون
وفي هذه السنة في يوم الأربعاء ثامن عشرين ذي القعدة كانت حادثة السيل
بمدينة عجلون ، وورد محضر بذلك إلى دمشق نسخته :

الصفحة 202