كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 206 """"""
غريق إلا سبعة أنفار ولو كان - والعياذ بالله - ليلا لزادوا على الإحصاء في المقدار
) إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ( [ آل عمران : 13 ] ، وليس الخبر في جميع ما
ذكرنا كالعيان ، ونعوذ بالله من الزيادة والنقصان .
وفي هذه السنة في يوم الخميس سادس عشر صفر توفي الشيخ الصالح
المعروف بقوام الدين عبد المجيد بن أسعد بن محمد الشيرازي شيخ الخانقاة بالجامع
الناصري بساحل مصر المحروس ، ومولده - كما أخبرني - رحمه الله تعالى - في تاسع
عشر صفر سنة ثمان وثلاثين وستمائة بشيراز ، وكان عمره تسعين سنة إلا ثلاثة أيام .
سمع من الشيخ عز الدين الفاروثي ، وله إجازة بخطه شاهدتها ، وقد جعل فيها لكل
من جعل خطه تحت خطه فيها أن يروي عن الشيخ عز الدين المذكور ما يجوز له
روايته ، وكتبت خطي تحت تلك الإجازة ، فصار لي بهذا الاعتبار أن أروي عن الشيخ
عز الدين الفاروثي بالإجازة .
وتوفي الأمير الكبير سيف الدين جوبان المنصوري أحد الأمراء الأكابر مقدمي
الألوف بدمشق وكانت وفاته في ليلة الثلاثاء العشرين من صفر بداره بظاهر دمشق ،
ودفن بتربته بالمزة ، وأنعم بإقطاعه على الأمير شهاب الدين قرطاي الصالحي العلائي ،
عوضا عما كان بيده من الإقطاع .
وتوفي في النصف من يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من صفر القاضي موفق الدين
عبد الرحيم بن الأسعد بن المعتمد ، وهو من مسالمة القبط ، وكان في ابتداء أمره
يتولى عمالة قليوب ، ثم تنقل في المباشرات إلى أن ولي استيفاء ديوان الأمير
سيف الدين سلار نائب السلطنة كان ، وحصل أموالا جليلة ، ثم ولي استيفاء النظر
بالباب السلطاني ، وانتقل منه إلى نظر الدواوين ، إلى أن عزل في سنة أربع وعشرين
وسبعمائة - كما ذكرنا - ولزم داره ، ورتب له من الصدقات السلطانية في كل شهر
ثلاثمائة درهم ، إلى أن مات في التاريخ المذكور ، وكانت وفاته بداره بشاطئ النيل
بمصر بقرب صناعة الإنشاء ، ومولده في سنة أربع وخمسين وستمائة .
وفيها في ليلة الاثنين رابع عشر جمادى الأولى توفي الشيخ الإمام العالم الصالح
الورع السيد الشريف تقي الدين أبو الفتوح محمد بن الشيخ ضياء الدين جعفر بن
الشيخ محمد بن الشيخ القطب عبد الرحيم بن أحمد بن أحمد بن حجون الحسني
الشافعي شيخ خانقاة الأمير بهاء الدين أرسلان الدوادار بمنشأة المهراني ، وصلي