كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 208 """"""
وتوفي في ليلة الأربعاء سابع شهر رجب القاضي كمال الدين أبو القاسم
عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن محمود الحلبي البسطامي الحنفي ناب في
الحكم ودرّس بالمدرسة الفارقانية بالقاهرة ، ودفن من الغد بالقرافة ، وكان قد مرض
من مدة ، وطالت مرضته وعجز عن الحركة وانقطع ولزم بيته ، ونزل عن جهاته لولده
الفقيه سراج الدين عمر ، سمع كمال الدين بن النجيب عبد اللطيف وحدّث ،
ومولده في سنة ثلاث وخمسين وستمائة .
وتوفي في يوم السبت خامس عشر شعبان الأمير سيف الدين بكتمر الأبي
بكري في معتقله ببرج السباع بقلعة الجبل ، وكان السلطان قد رسم بإحضاره من
الكرك هو والأمير سيف الدين تمر الساقي ، فأحضرا في شهر رجب من السنة ،
وقويت الشناعة أنه يفرج عنهما فاعتقلا ببرج السباع ، واعتل المذكور ومات رحمه
الله تعالى ، وقد تقدم ذكر اعتقاله ، وأنه كان في ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهر
رمضان سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة ، فكانت مدة اعتقاله ست سنين إلا ثمانية عشر
يوما .
وتوفي في ليلة السابع عشر من شعبان صاحبنا ووالد صاحبنا الشيخ الصالح
العدل شرف الدين أبو حفص عمر بن الشيخ معين الدين عبد الرحيم بن أبي
القاسم بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن منصور بن حيدر الجزري الشافعي
المعروف بالخياط ، ويعرف أيضا بإمام قفجاق ، وهو صاحب الشيخ أبي إسحاق
اللوزي ، وكانت وفاته بالقدس الشريف ، وصلي عليه من الغد بالمسجد الأقصى ،
ودفن بمقبرة ماملا ، ومولده في المحرم سنة سبع وأربعين وستمائة بالموصل ، سمع
من النجيب عبد اللطيف وغيره ، وأسمع ، وكان يؤم نواب السلطنة بدمشق الأمير
حسام الدين لاجين المنصوري في نيابته بدمشق قبل سلطنته ، ثم كان إماما عند
الأمير سيف الدين قبجاق بدمشق وحماة ، وهو من بيت مشهور معروف بالجزيرة
العمرية بالتجارة والحشمة والاتصال بالملوك ، وكان هو من أعيان الصوفية حيث حل
بدمشق والقاهرة والقدس . صحبته رحمه الله تعالى ، وصحبت ولده الشيخ أمين الدين
محمد من سنة تسع وسبعمائة ، وتأكدت الصحبة بيننا ، فكانا من خيار من صحبت ،