كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 209 """"""
وكان لي بهما اجتماع قبل ذلك ، وكان رحمه الله كريما حسن الصحبة والمودة ،
وجلس مع العدول بدمشق والقاهرة وشهد على القضاة ، وما زال يعظمه الأكابر
والأمراء والوزراء ويجلونه رحمه الله تعالى .
وتوفي في آخر ليلة السبت المسفرة عن رابع عشر شهر رمضان الأمير
جمال الدين خضر بن نوكية أحد أمراء الطبلخاناة بداره ، بخط الهلالية بظاهر
القاهرة ، ودفن في ليلة السبت ، وكان قد مرض نحو ثلاثة أشهر وعوفي ، وطلع إلى
الخدمة السلطانية قبل وفاته بيومين ، في يوم الخميس ثاني عشر الشهر فبلغني أن
السلطان سأله عن حاله ، فلما خرج من الخدمة ، قال السلطان لبعض خواصه من
الأمراء لمن يعطى خبز هذا ؟ فقيل له : وكيف يقطع السلطان خبزه ؟ فقال السلطان :
" هذا ما يعيش أكثر من يومين " فكان كذلك ، ولعمري لو قال هذا القول من يتصدى
للناس ممن ينسب إلى الصلاح والكشف لعدت من كراماته ، ولهرع الناس إليه ،
وبلغني أنه صلى الجمعة ببركة الحبش ، وأفطر في ليلة السبت ، وتسحر ، ومات قبيل
أذان الصبح .
وفيها في ليلة السبت المسفرة عن سابع عشرين شوال كانت وفاة الأمير
شمس الدين قرا سنقر المنصوري بمدينة مراغة من عمل أذربيجان ، ودفن في
مستهل ذي القعدة ، وكان سبب تأخير دفنه أنه كتب إلى الملك أبي سعيد بخبر وفاته ،
واستؤذن في دفنه ، فتأخر إلى أن ورد جوابه ، ورد الخبر إلى الأبواب السلطانية بوفاته
في يوم الثلاثاء حادي عشرين ذي القعدة ، وقد ذكرنا ما كان من تسحبه إلى بلاد التتار
في سنة اثنتي عشرة وسبعمائة ، ولما اتصل خبر وفاته بالسلطان رسم بالإفراج عن
جماعة من مماليكه كانوا قد اعتقلوا بعد تسحبه ، ووعدهم الإحسان ، ثم رسم بإخراج
ولديه الأميرين : علاء الدين علي ، وعز الدين فرج إلى دمشق ، وأقطع الأول إمرة
طبلخاناة ، وفرج إمرة عشرة بدمشق ، وتوجها في سنة تسع وعشرين ، ووصلا إلى
دمشق في ثالث شهر ربيع الآخر ، واستقرا بها .
وفيها في الثلث الأخير من ليلة الاثنين المسفر صباحها عن العشرين من
ذي القعدة كانت وفاة الشيخ العالم الورع تقي الدين أحمد بن الشيخ شهاب الدين أبي
المحاسن عبد الحليم بن الشيخ مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن