كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 211 """"""
يوم السبت ثاني المحرم وصل القاضي فخر الدين محمد ناظر الجيوش المنصورة من
الحجاز الشريف إلى خدمة السلطان بالقصر بسماسم ، وخلع عليه ووصل إلى داره
بمصر في يوم الأحد ثالث الشهر .
وفيها في يوم الأحد سابع عشر المحرم فوض السلطان صحابة ديوان الإنشاء
السعيد بالأبواب العالية للقاضي محيي الدين يحيى بن جمال الدين فضل الله بن
المجلّي القرشي العدوي وسبب ذلك أن القاضي علاء الدين علي بن الأثير كان
قد حصل له مرض فالج في شهور سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ، واستمر مدة شهور ،
وهو يتكلف الدخول مع البريد وحضور دار العدل بين يدي السلطان ، فلما دخل فصل
الخريف اشتد به المرض ، وتمكن من جسده ، وتزايد الحال به ، فعجز عن المشي ،
واعتقل لسانه ، وبطلت يده ، فرسم بعد ذلك بتوفيره ، ونزل من القلعة في يوم
الخميس رابع عشر الشهر ، واستقر بداره ، وكان ولده في الحجاز الشريف ، فوصل في
يوم السبت الثاني من المحرم وخلع عليه ، وجلس في مرتبة أبيه ، وظن الناس أنه
يستقر في الوظيفة ، وكان السلطان قبل ذلك قد رسم بطلب القاضي محيي الدين
المشار إليه من دمشق فطلب ، وكان رأس كتاب الدرج بها ، فتوجه منها في يوم
الجمعة ثامن الشهر ، ووصل إلى الأبواب السلطانية في هذا اليوم هو وولده القاضي
شهاب الدين أحمد ، وشرف الدين بن شمس الدين بن شهاب الدين محمود ،
ومثلوا بين يدي السلطان وهو بالاسطبل ، وخلع عليهم ، واستقر القاضي محيي الدين
صاحب ديوان الإنشاء وولده شهاب الدين أحمد كاتب السر الشريف ، وشمس الدين بن
شرف الدين رأس كتّاب الدرج بدمشق في وظيفة القاضي محيي الدين ، وتوجه إلى
دمشق المحروسة .
وفي هذه السنة في يوم الأحد رابع عشرين المحرم أنعم السلطان على الأمير
علم الدين سنجر الجاولي بإمرة طبلخاناة ، وأقطعه إقطاع الأمير علاء الدين علي بن
الأمير شمس الدين قراسنقر ، ونقل علاء الدين إلى دمشق كما تقدم ، وأنعم على