كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 213 """"""
وفيها في هذا اليوم المذكور وصل إلى الأبواب السلطانية رسل نائب الملك أبي
سعيد بن خربندا الذي استقر في النيابة بعد جوبان وهو الشيخ حسن بن الجتية ، وهو
ابن عمة الملك أبي سعيد ، أمه أخت غازان وخربندا ، وحسن هذا هو الذي كان زوج
بغداد خاتون ابنة جوبان ، وأحضر رسله قماشا وفهدين تقدمة من جهته إلى السلطان ،
فقبلت تقدمته ، وعومل رسله بما جرت به عادة أمثالهم .
وفيها في يوم الثلاثاء عاشر جمادى الآخرة وصل إلى الأبواب السلطانية الأمير
سيف الدين أرغون الناصري نائب السلطنة الشريفة بحلب ، وأكرمه السلطان إكراما
كثيرا ، وخلع عليه على عادته في نيابة السلطنة بالأبواب السلطانية ، وأنزله بمناظر
الكبش ، وأنعم عليه بخيل وقماش ، وأقام إلى يوم الخميس سادس عشرين الشهر ،
فخلع عليه في هذا اليوم قباء مقصبا بطرززركش ، وعاد إلى حلب ، بعد انقضاء الخدمة
السلطانية في هذا اليوم المذكور من التاريخ من السنة المذكورة .
ذكر وصول رسل الملك أبي سعيد ورغبته
في الاتصال بمصاهرة السلطان
وفي يوم الأحد التاسع والعشرين من جمادى الآخرة وصل إلى الأبواب
السلطانية رسل الملك أبي سعيد بن خربندا ، والمشار إليه منهم اسمه تمربغا
المرغيناني أحد مقدمي التوامين ، ومثلوا بين يدي السلطان بقلعة الجبل في يوم الاثنين
سلخ الشهر ، وقدموا ما معهم من الهدية ، فكان منها اثنا عشر أكديشا عشرة منها
مجللة بالجوخ الأحمر المبطن بالصندات ، واثنان بغير جلال ، ذكران لها قيمة كثيرة ،
وأحضروا غير ذلك من التحف مما خفي أمره ، وكان مضمون الرسالة رغبة الملك إلى
السلطان الاتصال بابنته ، فأجاب السلطان الملك الناصر سؤاله إلى ذلك ، فاعتذر بصغر
سنها الآن ، ووعدهم إلى انقضاء ثلاث سنين ، فعند ذلك أحضر الرسول ثمانا دراهم ،
وهو ستون ألف درهم ، وسأل عن مرسله ، أن يعمل بذلك مهم ، ويمد سماط يأكله
الأمراء ، فرسم السلطان بقبول ذلك ، وعمل المهم في يوم الخميس عاشر شهر
رجب ، وسلك السلطان في ذلك نائب التتار ، وشرط السلطان عليهم شروطا منها : أن
طلب في مهرها أعمال " ديار بكر " وخلع على الرسل في يوم الخميس ثالث شهر
رجب ، ثم خلع عليهم مرة ثانية في يوم الاثنين سابع الشهر ، ثم رسم بإعادتهم إلى
مرسلهم ، وتوجهوا في يوم الاثنين رابع عشر الشهر ، ووصلوا دمشق في مستهل
شعبان ، وتوجهوا منها في يوم السبت رابع الشهر .