كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 214 """"""
وفيها في يوم الخميس عاشر رجب وصل إلى الأبواب السلطانية الأمير
سيف الدين طينال الساقي ، نائب السلطنة الشريفة بالمملكة الطرابلسية ، وخلع عليه
تشريف أطلس أحمر بطرززركش على أطلس أصفر وشاش رقم ، وكلوتة زركش ،
وحياصة ذهب مجوهرة ، وأنعم عليه بثلاثة رؤوس خيل ، وأقام في الخدمة السلطانية
إلى يوم الخميس رابع عشرين الشهر ، وتوجه إلى طرابلس على عادته في يوم الجمعة
خامس عشرين الشهر ، وأثّر حضوره أثرا سيئا ، فإنه شكا إلى السلطان ما على المملكة
الطرابلسية من الكلف ، وأن خالصها لا يقوم بالمرتب عليها ، وحسّن للسلطان قطع ما
على المملكة المذكورة من الرواتب لأرباب الصلات المقيمين بالديار المصرية ومرتبهم
بطرابلس ، فقطع جميع ذلك بطرابلس ، وشمل هذا القطع ما هو مرتب لهم على سائر
الممالك الشامية والحلبية والصفدية ، فحصل للناس الضرر التام بذلك ، ثم سأل الزيادة
لنفسه على ما بيده من الإقطاع ، فأنعم عليه بزيادة ثلاثين ألف درهم في كل سنة أو
نحوها من الذي يوفر بطرابلس .
ذكر الاستبدال بمن يذكر من مباشري الدولة ، ومصادرتهم
وإفصال الأمير علاء الدين مغلطاي الجمالي من الوزارة
وفي يوم الأحد العشرين أو الحادي والعشرين من شهر رجب من هذه السنة
رسم السلطان بعزل القاضي مجد الدين إبراهيم بن لفيتة عن نظر النظار بالديار
المصرية والصحبة ، وشمس الدين بن قروينة عن نظر الدواوين ، وفوض نظر النظار
والصحبة للقاضيين : علم الدين إبراهيم بن القاضي تاج الدين إسحاق وكيل
الخواص الشريفة وناظرها ، وتقي الدين عمر بن الصاحب شمس الدين محمد بن
فخر الدين عثمان الشوخي المعروف بابن السلعوس الدمشقي وزير الدولة الأشرفية
الصلاحية والده كلف وكان قبل ذلك يتولى صحابة الديوان بدمشق ، ذكره بعض
الأمراء الأكابر بين يدي السلطان وأثنى عليه ، فرسم بطلبه فتوجه من دمشق في يوم