كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 216 """"""
وفيها في خامس شهر رمضان رسم السلطان للأمير علاء الدين قلبرس ابن
الأمير علاء الدين طيبرس الوزيري أحد أمراء الطبلخاناة أن يتوجه إلى دمشق
المحروسة من جملة الأمراء مقدمي الألوف ، وأنعم عليه بإقطاع الأمير علاء الدين
أيدغدي الخوارزمي الحاجب بدمشق ، وزاده عليه إمرة عشرة طواشية ، وتوجه من
القاهرة المحروسة في خامس عشر شوال من السنة ، ووصل إلى دمشق في الاثنين
سادس عشر ذي القعدة ، وكانت وفاة الأمير علاء الدين أيدغدي الخوارزمي - الحاجب
المذكور - في ليلة الأحد ثاني عشر شعبان من السنة .
ذكر رؤيا رأيتها في المنام أحببت إثباتها
لدلالتها على صحة نسبي
وفي ليلة الجمعة ثالث عشر ذي القعدة رأيت رسول الله [ ] في المنام ، وهو
جالس بالإيوان البحري بالمدرسة الناصرية ، التي هي بين القصرين ، من الجهة اليمنى
لمن يقصد صدر الإيوان في ذيل الإيوان بينه وبين الحائط نحو ذراعين ، أو أقل من
ذلك ، وأنا جالس بين يديه الكريمتين ، وهو يذكر عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
بخير ، فقلت له : يا رسول الله هي عمتي ، ثم قلت ثانيا : يا رسول الله عائشة
أم المؤمنين عمتي ؛ لأنني أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم بن منجا بن
علي بن طراد بن خطاب بن نصر بن إسماعيل بن إبراهيم . فلما انتهيت في سرد نسبي
إلى إبراهيم قال النبي [ ] ابن جعفر ، قلت : نعم يا رسول الله ، ابن جعفر بن هلال
ابن الحسين بن ليث بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ،
فعائشة أم المؤمنين يا رسول الله عمتي ، فقال رسول الله [ ] : نعم ، واستيقظت من
النوم ، وسررت بهذه الرؤيا ، وأثبتها ولله الحمد .
ذكر متجددات كانت بدمشق
في سنة تسع وعشرين وسبعمائة
في هذه السنة في أوائل شهر ربيع الأول تجرأ رجل يقال له محيي الدين بن
الحكم الكاتب جرأة عظيمة لم يسبق إلى مثلها فيما بلغنا ، وذلك أنه اتفق مع أربعة

الصفحة 216