كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 218 """"""
بيت بالمدرسة العزيزية وجماعة غيره ، فرسم نائب السلطنة لشاد الأوقاف بطلب كل
من أشغل بيتا من بيوت المدارس وليس هو من الفقهاء ، وتقويم أجرة البيت ، وإلزامه
بالقيام بالأجرة منذ أشغله وإلى ذلك اليوم ، فأحضر شهود القيمة وقوموا أجرة البيوت
فأخذ من شمس الدين بن حميد ستمائة درهم ، ومن شهاب الدين أحمد بن المهذب
ستمائة درهم وثلاثة عشر درهما ، ومن أولاد عفيف الدين الحنفي أربعمائة درهم ،
وهؤلاء من الذين كان لهم بيوت بالمدرسة العزيزية ، وأخذ من غيرهم .
وفيها في شهر رجب خلع ما كان بجامع دمشق عند قبر يحيى بن زكريا
عليه السلام من الخشب بين العامودين وبين الحجارة ، ورخّم البناء المجدد من جهة
القبلة ، والتأم ، وكتب بالرخام الأبيض بالرخام الأسود قوله تعالى : ) يا زكريا إنا
نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ( [ مريم : 7 ] .
وفيها في أول شهر رمضان رسم نائب السلطنة بدمشق أن يوسع طريقا سويقة
مسجد القصب خارج باب سلامة ، وأن يوسع من كل ناحية قدر ذراعين ، فهدم في
ثالث شهر رمضان ثم عمر في مدة شهر ، إلى أن انتهى العمل إلى خان دار الطعم
والمدرسة الزنجيلية ، ثم رسم في أول شوال بهدم مساطب حوانيت القواسين لتوسيع
الطريق ، فهدمت من الجانبين ، واستقرت الحوانيت بغير مساطب ، وجلس أهلها داخل
الدكاكين ، فاتسع ذلك نحو أربعة أذرع ، ثم رسم بعمارة رصفان الكعبين وباب البريد ،
فحصل الرفق بذلك للمارة ، ثم رسم بهدم جميع المساطب وبعض الحوانيت التي هي
خارج باب الجابية إلى قرب باب النصر لتوسعة الطريق ، وهدمت في يوم الثلاثاء رابع
عشرين ذي القعدة ، واستمر العمل فيها ؛ فمنها ما أزيل بجملته ، ومنها ما أزيل نصفه
وبقي النصف ، وبقي ذرع الطريق من عشرين ذراعا إلى عشرة أذرع .
وفيها في يوم الاثنين خامس ذي الحجة رسم نائب السلطنة بدمشق بقتل الكلاب
بدمشق وظواهرها ، فقتل منها من بكرة النهار إلى بعد العصر أكثر من خمسة آلاف ثم
رسم إلى متولي دمشق أن يبني مقبرة للكلاب في آخر الخندق ما بين الباب الصغير
وباب كيسان ، يفصل بينها بحائط ، يكون أحد الموضعين للكلاب الذكور والآخر
للإناث ، فحصل الشروع في البناء في يوم السبت في العشرين من ذي الحجة إلى يوم
الأحد ثامن عشرين للشهر ، وجمعت الكلاب ، وأنزلت في المكانين ، فصار الذكور
في خمسة ألايات في جهة ، ورسم للنادشتية بإلقاء الجيف بعد سلخها فيها .
وفي هذه السنة في يوم الخميس رابع عشر المحرم توفي الشيخ الإمام العالم
المفتي نجم الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ شمس الدين عقيل بن الخطيب

الصفحة 218