كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 219 """"""
جلال الدين أبي الحسن بن عقيل البالسي ، نائب الحكم العزيز بمصر المحروسة ،
وكانت وفاته بالمدرسة الطيبرسية بمصر المحروسة وكان آخر ما تكلم به - فيما بلغني -
" أنا عند ربي يطعمني ويسقيني " ، وكان رحمه الله تعالى من العلماء العاملين ، ولم
يخلّف دينارا ولا درهما ، ومولده في سنة ستين وستمائة .
وفيها في النصف من ليلة الخميس سابع المحرم توفي الأمير الكبير شرف الدين
حسين بن الأمير سيف الدين أبي بكر بن إسماعيل بن جندربك الرومي ، وهو من
الأمراء مقدمي الألوف بالأبواب السلطانية ، وكانت وفاته بالقاهرة بالدار المعروفة
بشاطئ ، ودفن في يوم الخميس بتربته الملاصقة لجامعه بظاهر القاهرة بالحكر وهذا
الأمير قدم من بلاد الروم في الدولة الظاهرية الركنية في سنة خمس وسبعين وستمائة ،
ولما مات أنعم السلطان على ابن أخيه بإمرة طبلخاناة بصفد المحروسة ، وأنعم بإقطاعه
وتقدمته على الأمير سيف الدين أقبغا عبد الواحد رأس نوبة الجمدارية ، وأنعم بإقطاع
آقبغا على الأمير سيف الدين سوسون أخي الأمير سيف الدين قوصون .
وفيها في الساعة الحادية عشر من يوم الثلاثاء العشرين من شهر ربيع الآخر
توفي الأمير الكبير سيف الدين بكتمر الحسامي - الحاجب كان - رحمه الله بداره
التي أكمل عمارتها خارج باب النصر المعروفة قبله بدار نهرداس ، ودفن بتربته التي
أنشأها الملاصقة لداره المذكورة في الساعة الأولى من يوم الأربعاء وكان قبل ذلك قد
حصل له نهج إذا مشى في الخدمة السلطانية ، فجمع جماعة من الأطباء لذلك
وقالوا : إنه حدث من ريح مجاور للكبد ، وعولج منه وبرأ ، ثم عاوده ، وحصل له
دوخة في دماغه ، فلما كان في يوم الخميس ثامن الشهر طلع إلى الخدمة السلطانية ،
فلما خرج من مجالس السلطان وهو يمشي في قلعة الجبل قريبا من دار الأمير
سيف الدين طرجي - والتي كانت دار عدل - حصلت له الدوخة ، فسقط منها على
الأرض ، فاحتمل وأجلس على مسطبة ظاهر الدار المذكورة حتى سكن ما حصل له ،
وقام ومشى إلى ظاهر القلعة ، وركب وعاد إلى داره ، وعولج ثم ركب إلى الخدمة
السلطانية على عادته ، وتوجه في خدمة السلطان إلى جهة القليوبية في يوم الاثنين

الصفحة 219