كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 22 """"""
من الأمراء المشار إليهم ، منهم : الأمير سيف الدين قجليس ، وتوجه أيضا القاضي
كريم الدين وكيل السلطان ، وجهز معها عدة أحمال من الكوسات والصناجق الخليفتية
والسلطانية .
وتوجه أيضا من الشام إلى الحجاز الأمير سيف الدين تنكز ، واستناب السلطان
عنه بدمشق في مدة غيبته الأمير ركن الدين بيبرس الحاجب ( كان ) ، فتوجه من
الأبواب السلطانية إلى دمشق ، فوصل إليها في سابع شوال ، ونزل بالمدرسة النجيبية
ظاهر دمشق ، وكان يحضر إلى دار السعادة في يومي الخميس والاثنين ، ويجلس
وكتاب الإنشاء بين يديه ، ويقف الحجاب وغيرهم ، وتقضى الأشغال ، ويمد السماط ،
ثم يركب في الرابعة من النهار ويعود إلى النجيبية ، وينتصب بها في بقية النهار لقضاء
الأشغال ، ولم يزل كذلك إلى أن بلغه عود الأمير تنكز من الحجاز ، ففارق دمشق في
يوم الأحد تاسع عشر المحرم سنة اثنتين وعشرين ، وتوجه إلى الديار المصرية ، والتقى
الأمير سيف الدين تنكز بها بمنزلة الصمان ، وسلم عليه وودعه ، فخلع تنكز عليه ،
وأنعم عليه بمال ، وتوجه إلى الأبواب السلطانية بالديار المصرية .
ذكر وصول بعض من وقف بعرفة في هذه السنة
إلى القاهرة المحروسة
وفي يوم الجمعة السادس والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين
وسبعمائة وصل إلى القاهرة المحروسة سيف الدين أوجي ، أحد مماليك الأمير
سيف الدين قجليس ، وحسام الدين طرنطاي أحد مماليك القاضي كريم الدين بعد أن وقفا بعرفة ، فذكر لي حسام الدين طرنطاي المذكور أن خروجهما من مكة - شرفها الله
تعالى - كان في يوم السبت ثالث عشر الشهر بعد العصر ، وأن الوقوف بعرفة كان في
يومي الثلاثاء والأربعاء ، ونحروا يوم الخميس ، فكانت مسافة مسيرهما من مكة إلى
القاهرة اثني عشر يوما ونصف وربع يوم ، على التحرير ، وحضرا بين يدي السلطان ،
وتضمنت الكتب سلامة الأدر السلطانية ، فخلع السلطان عليها ، وأنعم عليهما من بيت
المال بخمسة آلاف درهم ، وعادا إلى مرسلهما في اليوم الثاني بالأجوبة السلطانية ،
ولم يسمع أن أحدا ممن وقف بعرفة وصل إلى القاهرة في سنته ، وفيما مضى من
الزمان وإلى الآن ، وقد صغر ذلك ما كان استعظم من مجيء من تقدم ذكره في ليلة
ثالث المحرم .

الصفحة 22