كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 221 """"""
وكان هذا الأمير المذكور من جملة مماليك الأمير حسام الدين طرنطاي
المنصوري - نائب السلطنة كان - أخبرني عن نفسه أنه كان في صغره في جملة
مماليك السلطان حسام الدين كنجيز ، وابن السلطان ركن الدين بلج أرسلان السلجوقي
صاحب الروم ، فلما عبر السلطان الملك الظاهر إلى الروم ، ودخل قيسارية كما ذكرنا
في سابع عشر ذي القعدة سنة خمس وسبعين وستمائة ، وفارقها السلطان غياث الدين
كيخسرو والبرواناه إلى توقات أخذ هذا الأمير في ذلك اليوم من جملة ثمانية عشر
مملوكا من مماليك السلطان غياث الدين ، وعرضوا على السلطان الملك الظاهر فأمر
بإرسالهم إلى الدهليز السلطاني ، قال : فسرقني الذي توجه بي ، وباعني ، ثم اشتراني
الأمير حسام الدين طرنطاي بعد ذلك ، ولم يزل في جملة مماليكه إلى أن أعتقه ، ولما
قتل الأمير حسام الدين المذكور ، كان الأمير سيف الدين بكتمر هذا عنده أمير
آخور ، فانتقل إلى المملكة السلطانية الأشرفية ، وجعله السلطان الملك الأشرف
صلاح الدين في جملة أمراء آخورية في الإسطبل السلطاني ، واستمر على ذلك إلى
أن ملك المنصور حسام الدين لاجين المنصوري ، فأمّره بعشرة طواشية ، ثم أمّره
بطبلخاناة ، وأقطعه إقطاع الأمير سيف الدين بلبان الأنصاري أمير النقباء ، وقد ذكرنا
فيما تقدم من كتابنا هذا تنقله في المناصب والولايات ، وكان في الدولة الناصرية
الثانية أمير آخور ، ثم نقل إلى دمشق وأمّر بطبلخاناة بها ، ثم ولي الحجبة بالشام ،
ونقل منها إلى أستاذ داريته وشاد الدواوين ، ثم أعيد إلى الشام ، وحضر في ركاب
السلطان في سنة تسع وسبعمائة إلى الديار المصرية المحروسة ، ورسم له بتقدم
العسكر بغزة في السنة المذكورة ثم نقل منها إلى الأبواب السلطانية ، وولي الوزارة ،
وأعطي تقدمة ألف وإمرة مائة في سنة عشر وسبعمائة ، ثم نقل في سنة إحدى عشرة
إلى الحجبة إلى الأبواب السلطانية ، إلى أن قبض عليه ، ثم توجه بعد الإفراج عنه إلى
نيابة المملكة الصفدية ، وأعيد إلى الأبواب السلطانية في سنة ثمان عشرة وسبعمائة ،

الصفحة 221