كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 224 """"""
واقتصر على شرح واقفها ، وإذا فرغ من تدريسه بها تصدر في الجامع للإقراء والتعليم
والفتوى ، وإذا رجع إلى منزله عاوده الشغل والمذاكرة ، ولم يزل هذا دأبه ، انتهى
كلام الشيخ كمال الدين فيه ، رحمهما الله تعالى .
وفيها في ليلة الاثنين السادس عشر من جمادى الآخرة توفي القاضي معين الدين
أبو المواهب هبة الله بن معين الدين مسعود بن عبد الله بن أبي الفضائل أو المفضل
حشيش ، صاحب ديوان الجيوش المنصورة بالأبواب السلطانية ، وكانت وفاته
بالقاهرة بدار كان يسكنها برأس حارة الجوجرية ، ودفن في يوم الاثنين بالقرافة
الصغرى بتربة القاضي فخر الدين ناظر الجيوش ، ومولده في أواخر شهور سنة ست
وستين وستمائة ، وكان رحمه الله تعالى حسن المودة والمحاضرة والمذاكرة ، وله شعر
جيد ونثر ، وكان كاتبا أتقن صناعة كتابة التصرف ، ما رأيت أجود من ذهنه وإتقانه
وضبطه ، سألته في سنة ست عشرة وسبعمائة عن بلدة تسمى ( بدويه ) من أعمال الدقهلية والمرتاحية ، لمن أقطعت في الروك الناصري ، فذكر لي أنها كانت قبل
الروك لسبعة من رجال الحلقة المنصورة ، وسمى بعضهم ، ثم ذكر من أقطعت باسمه
في الروك الناصري من غير أن يكشف حسابه ، فقلت له : أرني الحساب الذي يدل
على هذا ، وقصدت بذلك تحقيق نقله ، فأخرج حسابه ، فتأملته ، فما وجدته أخل
بشيء منه ، حتى كأنه كان يشاهده ، فعجبت من ذلك ، وحكيته عنه رحمه الله تعالى ،
واشتغل بأنساب العرب ، ونظر في التاريخ رحمه الله تعالى .
وفيها في يوم السبت رابع عشر ذي القعدة - بعد أذان العصر - توفي قاضي
القضاة شيخ المشايخ علاء الدين أبو الحسن علي بن الشيخ نور الدين أبي الفداء
إسماعيل بن جمال الدين أبي المحاسن يوسف القونوي التبريزي الأصل الشافعي
قاضي القضاة بدمشق ، وكانت وفاته ببستان بالسهم ظاهر دمشق ، وصلي عليه بمصلى
الجامع المظفري بكرة نهار الأحد ، وأمّ الناس في الصلاة عليه الخطيب بدر الدين

الصفحة 224