كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 225 """"""
محمد بن قاضي القضاة بدر الدين محمد بن جلال الدين القزويني ، وحمل إلى
تربة اشتراها له الأمير حسام الدين طرنطاي البشمقدار الحاجب بمبلغ أربعمائة درهم
بوصية منه أن يدفن في أرض لم يدفن فيها أحد ، فاشترى له دارا كانت لأولاد قمر
الدولة ، واحترقت لما دخل غازان الشام ، فحفر له في وسط الدار ، وله يومئذ نحو
ستين سنة ، فإن مولده بقونية في سنة ثمان وستين وستمائة تقريبا ، وقد ذكرنا من
أخباره وحسن سيرته في ولاية قضاء الشام ما فيه كفاية ، رحمه الله تعالى .
وفيها في ليلة السبت سادس ذي الحجة - بعد أذان العشاء الآخرة - توفي الرئيس
الصاحب عز الدين أبو يعلى حمزة بن الصدر الرئيس مؤيد الدين أبي المعالي أسعد بن
الصدر عز الدين أبي غالب المظفر بن الوزير مؤيد الدين أبي المعالي أسعد بن الرئيس
العميد أبي يعلى حمزة بن أسد بن علي بن محمد التميمي الدمشقي ، المعروف بابن
القلانسي ، مولده في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة
تسع وأربعين وستمائة ، وكانت وفاته ببساته بسفح جبل قاسيون ، وصلي عليه بمصلى
الجامع المظفري ، وأمّ الناس في الصلاة عليه الشيخ محمد بن تمام ، ثم صلّي بعد
ذلك عليه وأمّ الناس قاضي القضاة عز الدين الحنبلي ، ودفن بتربة والده بسفح
قاسيون .
وكان رحمه الله تعالى رجلا ديّنا صدرا جليلا معظما ، لا يرتفع عليه أحد في
المجلس ، ولي وكالة الخواص السلطانية الملكية الناصرية في سنة سبع وسبعمائة ، ثم
ولي وزارة الشام كما تقدم ، وانفصل منها ، واستقر في ولاية الخواص ، ثم انفصل من
ذلك كله ، وكان من أغنياء الناس وأكابرهم ، وله عدة مماليك في جملة رجال الحلقة
المنصورة الشامية ، وكان رحمه الله تعالى حسن المودة ، قدمت إلى دمشق سنة ثنتي
عشرة وسبعمائة عند عودي من طرابلس بعد وزارته ، فجاءني للسلام علي ، وكنت
نزلت عند قاضي القضاة نجم الدين صصرى بدار ابن عمه شرف الدين رحمهم
الله ، وأظهر الألم من كوني لم أنزل عنده ، وعتب على أصحابي كونهم ما عرفوه قبل
قدومي ، ليتلقاني وينزلني عنده .
وفيها في يوم الخميس حادي عشر ذي الحجة توفي الصاحب ناصر الدين
محمد ابن الصاحب فخر الدين محمد ابن الصاحب الوزير تاج الدين محمد ابن الشيخ

الصفحة 225