كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 226 """"""
فخر الدين محمد بن الصاحب الوزير بهاء الدين علي بن محمد بن سليم المعروف
جد أبيه بابن حنا أحد وزراء الدولة الناصرية والده ، ووزير الدولة الظاهرية الركنية جد
أبيه ، وكان يلقب بالصاحب ، ولم يل وزارة ولا ما يقاربها ، وإنما يلقب بذلك على
عادة أسلافه ، وكانت وفاته بداره ببركة الحبش ، ودفن يوم الجمعة بالقرافة عند قبر
والده رحمهما الله تعالى ، وكان مباشر صحابة ديوان الأحباس ، باشر هذه الوظيفة لفاقة
نالته ، وحاجية مسته ، والله أعلم .
واستهلت سنة ثلاثين وسبعمائة بيوم الأربعاء الموافق الثامن والعشرين من بابة
من شهور القبط ،
والسلطان الملك الناصر يتصيد بجهة سرياقوس ، وكان قد توجه
لذلك من قلعة الجبل في يوم السبت السابع والعشرين من ذي الحجة سنة تسع
وعشرين وسبعمائة ، ووصل إلى مخيمه المنصور الأمير سيف الدين تنكز نائب السلطنة
الشريفة بالشام المحروس ، وكان وصوله في يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة ، ثم وصل
السلطان إلى قلعة الجبل في هذا النهار ، وهو مستهل المحرم ، وصحبته الأمير
سيف الدين تنكز ، وقد لبس للتشريف على عادة ، وأقام في الخدمة السلطانية يركب
على عادة نواب السلطنة إلى بكرة نهار السبت الحادي عشر من الشهر ، فتوجه في
خدمة السلطان إلى سرياقوس في بكرة يوم السبت المذكور ، وتوجه منها إلى دمشق ،
واستمر السلطان بتلك الجهة إلى نهار الثلاثاء رابع عشر الشهر ، فعاد إلى قلعة الجبل
في هذا النهار ، وأقام بها ، ثم توجه أيضا إلى سرياقوس ، وعاد .
وأما الأمير سيف الدين تنكز فإنه لما فارق الخدمة السلطانية عائدا إلى الشام
توجه إلى القدس الشريف وبلد الخليل - صلوات الله عليه - فزار ، وكان قد أنشأ
مدرسة بالقدس الشريف ، فشاهدها ، ثم توجه إلى دمشق ، فكان وصوله في يوم
الجمعة رابع عشرين المحرم .
ذكر تفويض قضاء القضاة بالشام إلى القاضي
علم الدين بن الإخنائي
لما اتصل بالسلطان - خلد الله سلطانه - وفاة قاضي القضاة الشيخ علاء الدين
القونوي قاضي الشام ، استشار فيمن يفوض إليه القضاء بالشام ، فوقع الاختيار على
قاضي القضاة علم الدين محمد بن القاضي زين الدين أبي بكر بن القاضي ضياء الدين