كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 228 """"""
عليه وعلى ولده في هذا اليوم قبل طلوعهم إلى الخدمة ، فطلعا إلى الخدمة السلطانية
وعليهما التشاريف ، واستمرا في الخدمة السلطانية ، وتوجها في خدمة السلطان إلى
الصيد في الوجه القبلي ، وكان استقلال الركاب السلطاني من قلعة الجبل في يوم
السبت تاسع صفر ، وأقام بمنزلة الأهرام بالجيزية إلى بكرة نهار الأربعاء ثالث عشر
صفر ، وعاد إلى قلعة الجبل .
وكان سبب عوده أنه حصل له في يده اليسرى دمل صغير قلق بسببه ، واشتد به
الألم ، فاقتضى ذلك عوده في هذا اليوم ، وأقام بقلعة الجبل حتى فتح الدمل وبرئ
منه ، ثم توجه في يوم الخميس حادي عشرين الشهر إلى الأهرام ، واستقل ركابه إلى
الصيد المبارك بالوجه القبلي ، فانتهى إلى ناحية " هو والكوم الأحمر " وعاد إلى مكان
وصوله - إلى قلعة الجبل المحروسة - في يوم الجمعة خامس شهر ربيع الآخر وقت
الصلاة ، والملك المؤيد وولده في خدمته ، وفي يوم الاثنين ثامن الشهر خلع السلطان
عليهما على عادة الملوك أصحاب حماة ورسم بعوده إلى مقر ملكه بحماة ، فعاد في
هذا اليوم بعد أن شمله الإنعام السلطاني على عادته .
ذكر توجه السلطان إلى الصيد وعوده
وسبب ما حصل في يده من التصدع ومعالجة ذلك وبرئه
لما عاد السلطان من الصيد بالوجه القبلي أقام بقلعة الجبل إلى يوم الخميس
خامس عشرين شهر ربيع الآخر ، وتوجه في بكرة النهار إلى الصيد بالوجه البحري ،
ثم عاد في عشية نهار الجمعة .
وسبب عوده أنه تقنطر عن فرسه في يوم الجمعة المذكور ، فانكسرت يده
اليسرى ، فعاد واستقر بقلعة الجبل ، وعولج وكان الأمراء يركبون في أيام المواكب إلى
سوق الخيل ، ويطلعون إلى الخدمة على العادة إلى أن ينتهوا إلى دركاة باب القلعة ،
ثم يؤمروا بالانصراف ، ولا يصل السلطان غير مماليكه الأمراء الخاصكية ، واستمرت
الحال على ذلك إلى يوم الاثنين خامس جمادى الآخرة .
وفي بكرة النهار جلس السلطان بالقصر الأبلق بقلعة الجبل ، ودخل عليه أمير
جاندار والحجاب ، فخلع على أرباب الوظائف ، وهم : الأمير ركن الدين بيبرس
الأحمدي أمير جاندار ومن معه ، والأمير سيف الدين ألماس الحاجب ، والأمير