كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 229 """"""
علاء الدين مغلطاي الجمالي أستاذ الدار خلعا كاملة بكلوتات زركش ، وحوايص
ذهب ، وخلع على سائر أرباب الوظائف من الأمراء والمماليك السلطانية ، ثم جلس
في يوم الخميس ثامن جمادى الآخرة بالقصر الأبلق أيضا جلوسا عاما ، ودخل إلى
الخدمة سائر الأمراء الأكابر مقدمي الألوف ، وأمراء الطبلخاناة والعشرات ، ومقدمي
الحلقة وغيرهم ، ولما عوفي السلطان استبشر الناس بذلك ، وزينت المدينتان زينة
عظيمة في يوم الأحد رابع الشهر ، ولازم الناس الأسواق ليلا ونهارا ، ولم يقتصر في
الزينة على قصبة المدينتين بل سائر الأسواق والقياسير وغيرها ، وأنشئت كتب البشائر
بعافية السلطان وصحته إلى النواب بسائر الممالك السلطانية ، وتوجه بها الأمير
سيف الدين آقبغا عبد الواحد الجمدار أحد الأمراء مقدمي الألوف ، وكان توجهه بعد
صلاة الجمعة تاسع الشهر ، ووصل إلى دمشق في يوم الأربعاء رابع عشر الشهر ،
وتوجه منها إلى حلب وعاد .
وفي يوم الجمعة تاسع الشهر أيضا حضر السلطان إلى الجامع بقلعة الجبل ،
وصلى الجمعة ، وزفت البشائر بباب الإسطبل السلطاني ، وعلى أبواب الأمراء بقلعة
الجبل والقاهرة ، واستمر ذلك إلى الظهر من يوم الأحد حادي عشر جمادى الآخرة ،
فرسم بإزالة الزينة والطبلخاناة ، وكانت هذه الأيام المذكورة أياما مشهودة حتى غصت
المدينة بالناس لكثرة الازدحام ، حتى عجز الناس في بعض الأوقات عن المرور بقصبة
المدينة ، وكانوا يمشون في بطائن الأزقة .
ذكر إقامة الخطبة وصلاة الجمعة بالمدرسة الصالحية
النجمية بالقاهرة المحروسة
وفي يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الأول سنة ثلاثين وسبعمائة حضر الأمير
جمال الدين أقش الأشرفي المنصوري المعروف بنائب الكرك ، وهو أجل أمراء الدولة
وأقربهم من السلطان مجلسا إلى المدرسة الصالحية النجمية التي بالقاهرة بخطّ بين
القصرين ، وجلس بإيوانها القبلي ، ومعه قاضي القضاة جلال الدين القزويني الشافعي
في جماعة من أعيان الفقهاء الأكابر ، وأحضر منبرا استجده ، وأمر بنصبه بالإيوان
القبلي المذكور من المدرسة المذكورة ، وهو الإيوان الموقوف على طائفة الفقهاء
الشافعية ، فنصب ، وأحضر دكة يقرأ عليها المصحف الشريف ، ويؤذن عليه المؤذنون
الأذان الثاني ، ويبلغون عن الخطيب ، وأقيمت الخطبة بها وصلاة الجمعة في يوم
الجمعة حادي عشرين الشهر ، خطب بها القاضي جمال الدين إبراهيم بن إسحاق بن
إبراهيم الغزي .