كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 23 """"""
ذكر حوادث كانت بدمشق في هذه السنة
في يوم الجمعة ثالث عشر جمادى الآخرة أقيمت الخطبة ، وصلاة الجمعة
بمسجد القصب خارج باب السلامة ظاهر دمشق ، وخطب فيه وصلى بالناس
علاء الدين علي الباخلي وهو من أولاد الجند ، منسوب إلى ابن باخل .
وفيها - في يوم الجمعة خامس عشر شهر رمضان - أقيمت الخطبة وصلاة
الجمعة بجامع استجده القاضي كريم الدين وكيل مولانا السلطان بأرض القابون ظاهر
دمشق ، وكان الشروع في عمارته ، والاجتماع على تحرير محرابه في مستهل جمادى
الأولى من هذه السنة وكمل ، وخطب به في التاريخ المذكور ، وفوضت خطابته للشيخ
الصالح جمال الدين عبد الوهاب التركماني الحنفي إمام القابون ، وحضر الخطبة قضاة
القضاة والأعيان .
ذكر هدم كنيسة اليهود القرائين بدمشق
وفي هذه السنة برزت المراسيم السلطانية بهدم كنيسة اليهود القرائين بدمشق
بدرب الفواخير ، فهدمت في يوم السبت التاسع عشر من شهر رجب ، وسبب ذلك :
أن جماعة من المسلمين ادعوا أنها محدثة ، فأثبت اليهود أنها قديمة مستمرة بأيديهم
- عند بعض الحكام - فأقرت بأيديهم ، ونجزوا مرسوما سلطانيا بالحمل على ما ثبت
وإبقائها ، فعارضهم المسلمون بإثبات عند حاكم أنها محدثة ، فورد المرسوم السلطاني
بالحمل على ما ثبت آخرا ، وهدمها .
قال الشيخ شمس الدين الجزري في تاريخه : إن هذه الكنيسة كانت من نحو
مائة سنة بيتا يجتمع فيه طائفة من اليهود القرائين ، ثم أضيف إليها شيء بعد شيء ،
حتى كبرت واتسعت ، وأصلحت عمارتها ، فلما كان في سنة تسع وتسعين وستمائة
عند دخول التتار إلى دمشق تمكن اليهود من إصلاحها ؛ وعملوا بها منبرا ، كل ذلك
والمسلمون لا يعلمون ؛ وذلك أنها بدرب الفواخير وغالب سكانه اليهود ، وهي في
درب داخل درب جوار سور باب كيسان ، والباب يومئذ مسدود ، وبذلك تمكنوا من
عمارتها وما شعر بهم المسلمون ، ثم ظهرت في ذلك الوقت ، فهدمت .

الصفحة 23